قال وليد الركراكي، في أحد تصريحاته في الفترة الأخيرة، إنه يجب عليه أن يشكر نفسه في بعض الأوقات، كون نصف النهائي لكأس العالم 2022 بقطر، الذي وصل إليه مدربا للمنتخب الوطني المغربي، جعل العديد من الأسماء المغربية بالمهجر، تحبذ فكرة الانضمام للمنتخب الوطني المغربي على حساب منتخبات بلدان يملكون جنسيتها أيضا هؤلاء اللاعبون.
وفعلا، فإن بلاد المهجر، وخصوصا أوروبا، تنتج للمغرب لآلئ كروية يصعب إيجادها في المغرب، ويصعب إنتاجها على الأقل خلال المدى القريب والمتوسط، الذي نحن بصدد إعداد منتخباته المقبلة على رهانات يصعب أن يكرر التاريخ تنظيمها بالمغرب، على غرار كأس أمم إفريقيا 2025 والأهم كأس العالم 2030، والذي كان حلما مشروعا للبلد منذ 1988، السنة التي شهدت منافسة المغرب والولايات المتحدة الأمريكية وكذا كندا على تنظيم كأس العالم 1994، وكانت المرة الأولى التي يترشح فيها المغرب لتنظيم هذا الحدث العالمي.
وبمتابعتنا للاعبين المغاربة الذين تزخر بهم مختلف الدوريات الأوروبية خصوصا، نجد أن رقمهم في ارتفاع مستمر، كما أن سنهم صغير للغاية، خصوصا أولئك الذين ينعمون حاليا مع فرقهم للتنافسية مستمرة في البطولات، مما يوحي أن المكانة بالمنتخب الاول باتت غالية جدا.
ما العمل إذن أمام هذا الكم الهائل من اللاعبين، الذين وإن تراهم يلعبون بشكل مستمر على الرغم من صغر سنهم، تظن من أول وهلة أنهم يستحقون الوجود بتشكيلة المنتخب الأول.
وليس فقط صغار السن من يحظون بهذا الاهتمام، فهناك من المجربين في مختلف المنتخبات الوطنية سابقا من عادوا لأوج العطاء وينتظرون فرصتهم من جديد الظفر بمكانة بين الأسود.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، نجد أن الدوري الإيطالي الممتاز، الكالتشيو، وما أدراك ما اللعب بالكالتشيو، صار يعج بأسماء مغربية وازنة لا على صعيد تلك التي تعد صغيرة السن، أو تلك المجربة، وهو الأمر نفسه الذي ينطبق على الدوري الإسباني الممتاز، الليغا، والثاني، وكذا الدوريين الفرنسي الأول والثاني، والدوري البلجيكي الممتاز، والدوري الهولندي الممتاز.
في مرة من المرات، أسر بادو الزاكي الناخب الوطني السابق، لأحد مقربيه بعد العودة من زيارة لهولندا، وذلك لمتابعة بعض المحترفين المغاربة، إنه بإمكانه تكوين ثلاثة منتخبات مغربية فقط من الدوري الهولندي.
الفكرة التي أود أن أطرحها هنا، هي تحيين وتفعيل قيمة المنتخب الرديف، الذي في اعتقادي الشخصي، حان الوقت لأن يكون حاضرا هو الآخر في نفس مواعيد الفيفا التي يكون فيها المنتخب الأول حاضرا.
صحيح، أن الأمر سيعتبر زيادة في المصاريف اللوجيستيكية بالنسبة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، لكنني أظن الأخيرة لن تتوانى في صنع هذا المنتخب وهي التي بدأت الفكرة في وقت سابق وقبل سنوات دون أن تكملها.
وقد يكون طارق السكتيوي، الذي قاد المنتخب الأولمبي المغربي إلى برونزية تاريخية في الألعاب الأولمبية الأخيرة بالعاصمة الفرنسية باريس، تحت إشراف الركراكي، قد طلب منه البقاء في الجامعة بعد نهاية المهمة الأخيرة بنجاح من أجل هذا المنتخب الذي قد يرى النور قريبا.
إن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بإمكانها إستمالة أكبر عدد من اللاعبين المغاربة، الذين يطرقون باب المنتخب الأول بقوة، خصوصا من أوروبا، المنتخب الرديف أولا، حيث يمكنهم الإعداد الجيد في كل مناسبة، والصراع على كسب ورقة انضمامهم للمنتخب الأول.
وفي هذا السياق، يمكن تشكيل منتخب رديف يضم 30 عنصرا في كل مناسبة من مناسبات الفيفا، ودعوتهم لمعسكر تدريبي سواء بمركب محمد السادس بالرباط أو بأوروبا، كما يمكن برمجة مباريات حبية لهم في تلك المناسبات ضد أندية أوربية أو مغربية، لصعوبة إيجاد المنافسين من المنتخبات.
وبإمكان مدرب هذا المنتخب الرديف، إطلاع الناخب الأول عن مستويات كل اللاعبين عبر تقارير دقيقة، تجعله على دراية تامة بمدى إمكانية استدعاء تلك العناصر للمنتخب الأول وإمكانية انصهارها بسهولة ضمن المجموعة الأولى.
وسيمكن هذا الأمر لا محالة، الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، من ضمان انضمام أكبر عدد من المواهب الكروية المغربية لمختلف المنتخبات الوطنية خصوصا المنتخب الأول، كما أنه سيتيح الفرصة الراغبين من أصحاب الجنسيات المزدوجة في الاقتناع التام باختيار بلدهم الأم، لأنه وعلى الرغم من حديث الركراكي في كل مرة، على أن اللاعب يجب أن يكون مقتنعا بالمنتخب المغربي قبل أي شيء، فهذا لن يمنع من الجامعة من توفير جميع سبل تحقيق تلك الرغبة وذلك الإقتناع عند كل المواهب المغربية بأوروبا خصوصا صغيرة السن منها.
بالأمس، فضل ابراهيم دياز، وإلياس بن الصغير، وإلياس أخوماش الأنضمام لكتيبة الأسود، ومن قبلهم زياش وغيره لكن هناك أيضا من فضل الانضمام إلى المنتخبات الأخرى، مثل لامين يامال، 17 سنة أو أقل، اللاعب حديث الساعة في الأوساط الكروية العالمية.
هي فكرة فقط، أتمنى أن تكون قد راقتكم وراقت المسؤولين عن الكرة بالبلد.
إلى اللقاء
التعليقات 0