تستأثر مواجهة نهضة بركان والزمالك المصري، المقرر إجراؤها مساء اليوم الأحد 19 ماي الجاري على أرضية ملعب القاهرة، باهتمام الجماهير المغربية والمصرية، ومعهم باقي متتبعي كرة القدم العربية والإفريقية، ترقبا لإعلان نتيجة الامتحان العسير الذي سيخوضه الفريقان، على مدى 90 دقيقة، على الأقل.
وسيكون فريق نهضة بركان على موعد غاية في الأهمية، لمناقشة حظوظه في إمكانية انتزاع لقب كأس الـ”كاف”، من قلب ملعب القاهرة، رغم أن المواجهة لن تكون سهلة على الإطلاق؛ بل إنها تُنذر بصعوبة كبيرة، إلى حد الخطورة، في ظل إجرائها بـ”ملعب مرعب” والذي من المقرر أن تملأ مدرجاته جماهير غفيرة بأعداد قد تفوق 60 ألف متفرج، في ظل نفاذ التذاكر المخصصة للمباراة عن آخرها.
إلى ذلك، يدرك الفريق البركاني، بقيادة مدربه التونسي معين الشعباني، أنه مطالب، في لقاء اليوم إيابا، باستثمار فارق الهدف، بحكم فوزه ذهابا بهدفين لواحد (2-1)، رغم ضآلة الحصة؛ وهو ما يعني أن الفريق البركاني سيكون مطالبا بالتشبث بالعامل النفسي والتركيز الذهني على نحو كفيل بتفادي السهو في أي لحظة من مجريات اللعب، سعيا إلى عدم استقبال شباكه لأهداف غادرة.
وإلى جانب ما سلف ذكره، فإن نهضة بركان بمقدوره تحويل “أفضلية عاملي الأرض والجمهور” من امتياز مفترض لدى الزمالك إلى ضغط ممارس عليه، عبر تدبير أطوار المباراة بنوع من الهدوء والرزانة، وعدم السقوط في مصيدة الارتباك، سيما أن الزمالك سيمارس اندفاعا هجوميا، منذ البداية، سعيا منه إلى تذويب فارق هدف الذهاب، أولا، فالبحث عن نتيجة الانتصار الكفيل بالتتويج.
وإزاء هذا التوقع الممكن، يتوجب على نهضة بركان اعتماد لعب رجولي ندا للند، مع التشكيك في قدرات الخصم، وخلق بعض الارتباك في صفوفه، خاصة في حال حفاظ الفريق البركاني على نظافة شباكه لأطول فترة ممكنة، ولم لا تجريب حظه في وصول مرمى الفريق المصري، ولو باعتماد المرتدات الهجومية واستغلال المساحات الفارغة التي قد تتأتى له، في ظل ترقب نزول الخصم بأكبر نسبة بشرية عددية بحثا منه عن التسجيل.
ومثلما يراهن “البراكنة”، ومعهم كل المغاربة، على الروح القتالية للاعبين فوق أرضية الملعب، فهم يُعولون، أيضا، على خبرة المدرب التونسي معين الشعباني، من أجل استعادة التوهج الإفريقي ومعانقة لقب الـ”كاف”، مرة أخرى، على نحو كفيل بتثبيت “نجمة ثالثة” على صدورهم، بعدما سبق للفريق البرتقالي الفوز بالكأس ذاتها في سنتي 2020 و2022، فضلا عن تعثره في نهاية ثالثة (2019) عن طريق الركلات الترجيحية أمام الزمالك نفسه بملعب برج العرب بمصر.
من جانب آخر، فإن كرة القدم المغربية تعقد آمالا كبيرة على فريق نهضة بركان للصعود إلى “بوديوم” التتويج، سيما أنه الممثل الوحيد للمغرب قاريا، وهو ما قد يزيد في الرفع من ثقل المسؤولية على أكتاف مكونات الفريق البركاني، طالما أن الأمر يتعلق بإياب نهائي حاسم، يتوجب على الجميع خوضه بكل ما أوتوا من قوة وعزيمة، من أجل تحقيق النصر والتفوق في ترسيخ صورة الكرة الوطنية إفريقيا، عبر التتويج بكأس الـ”كاف”.
التعليقات 0