لا تكاد تمضي مباراة واحدة للعين الإماراتي، بمختلف المسابقات المحلية والأسيوية، كما باقي المناسبات الكروية، إلا ويقفز اسم الدولي المغربي سفيان رحيمي إلى أول السطر من فقرات الإبداع والتميز، على غرار ما فعله “الأسد الأطلسي” في مباراة أمس الأربعاء 17 أبريل 2024، أمام الهلال السعودي، برسم ذهاب نصف نهائي دوري أبطال آسيا.
ولعل حصول رحيمي على العلامة الكاملة من حيث تنقيط المباراة (10/10)، مقابل تراوح تنقيط باقي زملائه بين 6 و7 نقاط، وفق تقييم موقع “سوفا سكور”، من شأنه أن يُؤكد “نجوميته المطلقة”، وهو الذي برع في تسجيل “هاتريك” تاريخي من أصل “الرباعية”، مثلما اصطاد ركلتي جزاء، بما فيها تلك التي كانت مصدر الهدف الرابع المسجل من قبل زميله كاكو.
ومثلما استأسد “الأسد المغربي” جل أطوار مواجهة الهلال، محدثا زئيرا قويا، وما شكله ذلك من فزع ورهبة لدى الفريق السعودي، فضلا عن تحركاته الناجعة عبر مختلف مناطق الملعب، وتسرباته الناجحة صوب مرمى الخصم، على نحو مثير للرعب، وباستمرار، في خط الدفاع الهلالي، إلى حد أنه كان صاحب الفضل الأوفر في تحقيق الانتصار، وفرض ذاته نجما فوق العادة، بعدما قدم واحدة من أقوى مبارياته مع العين، فنيا وبدنيا وتهديفا ونتيجة.
ولم يقف المهاجم المغربي عند هذا الحد؛ بل إنه قد تسبب، أيضا، في توقيف سلسلة انتصارات الهلال، التي بلغت 34 فوزا في جميع المسابقات، بعد إلحاق الهزيمة به في مباراة أمس الأربعاء، وهو الحادث الذي صنف الشاب سفيان أول لاعب يسجل “هاتريك” لنادي العين في دوري أبطال آسيا، منذ عام 2013. مثلما يعد “هاتريك” رحيمي، اللاعب المخلص لرقم قميصه الـ“21”، الأول من نوعه في مرمى الهلال، منذ 21 عاما، على مستوى دوري أبطال آسيا، وفق ما أكدته شبكة “أوبتا” العالمية.
ومثلما أن رحيمي لم يكن رحيما بالفريق “الأزرق” ودفاعه وحارسه محمد العويس، فإنه لم يكن رحيما، أيضا، بشركائه ضمن صدارة هدافي مسابقة دوري أبطال آسيا في نسختها الحالية، عندما رفض استمرار شراكته السابقة مع ألكسندر ميتروفيتش (الهلال السعودي) وكريسان دا كروز (شاندونج تايشان الصيني)، وكلاهما صار حبيس 8 أهداف، ليتربع رحيمي على عرش قائمة الهدافين برصيد 11 هدفا، وبفارق 3 أهداف كاملة عن مطارديه المذكورين؛ أي بمقدار ما تعادله قيمة “هاتريك” مباراة أمس.
وهكذا، فإن “ولد يوعري”، مثلما يحلو للبيضاويين، أو الرجاويين تحديدا، مناداة سفيان، نسبة إلى لقب والده محمد رحيمي، بات يبدو كما لو أنه غزا آسيا، دون أن يتوانى في تشكيل “كابوس” مرعب في وجه فرق القارة، سيما منها الأندية السعودية، بتسجيله “هاتريك” ضد الهلال و”هاتريك” في مرمى النصر و”ثنائية” في شباك الفيحاء وهدفا في مرمى الاتحاد، وهلم جرا من أهداف وإنجازات على تعددها وتنوعها.
لعل هذا ليس سوى غيض من فيض، وجزء من كل، في حق اللاعب سفيان رحيمي، الذي صار، أينما حل وارتحل، إلا ويرسم وشما راسخا ويترك أثرا واضحا، ولعل القادم أحلى وأمتع في مساره الاحترافي، كما مشواره الدولي رفقة “أسود الأطلس” في ما يستقبل من مسابقات قارية وعالمية، والتي تعول عليها الجماهير المغربية، من أجل إطلاق العنان للأفراح والاحتفالات، على نحو ما أفرزه إنجاز المنتخب الوطني في مونديال قطر 2022.
التعليقات 0