تاريخيا.. هؤلاء فضلوا المغرب على منتخبات أخرى

شكل اختيار ابراهيم دياز اللعب للمنتخب الوطني المغربي، هذا الأسبوع، الحدث في وسائل الإعلام الوطنية والدولية، بحكم القيمة العالمية للاعب ريال مدريد الإسباني.

وعبر التاريخ، كان هناك عدد من اللاعبين الذين اختاروا تمثيل المغرب على حساب منتخبات دول أخرى، منهم من نجحوا، بل وكانت لهم قيمة تاريخية مع الأسود، ومنهم من لم يقدم الشيء الكثير للمنتخب الوطني المغربي لظروف ما، ومنهم من عدل عن قراره وغير المغرب من جديد، للعودة إلى منتخب البلد الذي طلب وده من ذي قبل.

يعود بنا التاريخ إلى عام 1993، وتحديدا عندما انضم ابن 19 ربيعا آنذاك، مصطفى حجي، إلى صفوف المنتخب الوطني المغربي، وهو الذي كانت تترصده أعين المنتخب الفرنسي للانضمام إلى صفوفه، غير أنه رفض عرضهم، خصوصا بعد إقصاء الديكة من المرور إلى كأس العالم بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1994، وهو المونديال الذي سيشارك فيه إبن مدينة إيفران ضواحي كلميم.

ويحكي سعيد بلخياط، العضو الجامعي السابق، في أحد لقاءاته الصحفية، أنه توجه بمعية الراحل هنري ميشيل، الناخب الوطني السابق، قبل مونديال 1998 بفرنسا، إلى مارسيليا الفرنسية في السنة نفسها لمقابلة نجم من أصول مغربية، كان اسمه أوليفيي الشوافيني، من أجل إقناعه بالانضمام إلى صفوف الأسود خلال المونديال، لكن الأخير رفض بحجة أنه لا يحس بانتماء للمغرب.

وليس الشوافيني هو الوحيد الذي رفض عرض المغرب، فقد كانت هناك أسماء أخرى، جاءت لأول مرة إلى بلدها الأم، لكنها لم تلق العناية الكاملة، على غرار مروان فلايني، الذي كان قد تم استدعاؤه من قبل للمنتخب الوطني الأولمبي على عهد مدربه آنذاك، فتحي جمال، وحل به لأسبوع كامل، قبل أن يغير وجهته صوب المنتخب البلجيكي الذي صار معه النجم الأول من دون منازع خصوصا في مونديال 2014 بالبرازيل.

وتجرنا الذاكرة أيضا إلى نجم بلجيكي آخر من أصول مغربية، هو ناصر الشاذلي، الذي اختار أن يحل بالمغرب لمعرفة أجواء المنتخب الوطني المغربي، خلال مباراة ودية جمعت الأسود بمنتخب إيرلندا الجنوبية بميدان الأخير، وكانت أول مباراة آنذاك للمدرب البلجيكي إيريك غيريتس ناخبا وطنيا للمغرب عام 2010. الشاذلي، فضل بعدها مباشرة دعوة المنتخب البلجيكي الأول.

وبالحديث عن بلجيكا، فقد برز اسم المهدي كارسيلا، في الفترة ما بين 2009 و2010 ، بل وأصبح موقع نزاع بين الاتحادين البلجيكي والمغربي، من أجل الظفر به كلاعب بصفوف المنتخب، حيث كانت كلمة الحسم للاعب الذي فضل بلد أمه، المغرب، لكنه لم يقنع كثيرا بعطائه طيلة المسار مع الأسود على الرغم من تألقه لفترات رفقة ستاندار دو لييج.

وفي عام 2014 بدأ اسم منير الحدادي من أصول مغربية، يلمع بصفوف برشلونة الإسباني، مما جعل أعين الإسبان تترصده، قبل أن يقرر اللاعب أن يشارك في مباراتين رسميتين رفقة لاروخا، مفضلا ذلك على دعوة أسود الأطلس.

وساهم فوزي لقجع، ومعه الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، في تغيير قوانين “الفيفا” بسبب الحدادي، خصوصا وأن اللاعب أبدى بعد سنوات من مشاركتيه الوحيدتين رفقة لاروخا، رغبته في تغيير جنسيته الرياضية واللعب لأسود الأطلس، هذه المرة، وهو الأمر الذي استبشر له الكل بالمغرب، غير أن عطاء اللاعب رفقة المنتخب الوطني المغربي لم يكن مقنعا أيضا خصوصا في كأس أمم إفريقيا 2022 بالكامرون.

في عام 2014 توجه بادو الزاكي بصفته ناخبا وطنيا إلى هولندا لإقناع حكيم زياش باللعب لصفوف المنتخب الوطني المغربي، غير أن اللاعب كان يعرف وجهته جيدا، بحسب ما أكده الناخب الوطني آنذاك، في تصريحات إعلامية، إذ كان اللاعب ذو الأصول المغربية، قد اختار الانضمام لمنتخب الطواحين الهولندي.

لكن زياش، سرعان ما سيغير نظرته عن المنتخب الهولندي ومدربه آنذاك، ليعدل عن قراره من جديد، ويفضل المنتخب الوطني المغربي الذي صار من أعمدته بعد ذلك.
وفي سنة 2015 ، استدعى الزاكي اللاعب سفيان بوفال إلى صفوف أسود الأطلس لمعسكر دام أسبوعا كاملا، غير أن اللاعب سيغير من قناعاته بعد هذا المعسكر، ويقرر عدم اللعب لأسود الأطلس، وانتظار دعوة المنتخب الفرنسي، الدعوة التي لم تكتب له، ليأتي به الناخب الوطني الجديد آنذاك، هيرفي رونار، عند أول وهلة في 2016.

ومن جهته، فضل أمين حارث الانضمام إلى صفوف أسود الأطلس بدلا عن المنتخب الفرنسي، على الرغم من مشاركاته رفقة منتخبات الفئات العمرية بفرنسا. وقرر حارث ذلك مباشرة بعد تأهل المنتخب الوطني المغربي إلى نهائيات كأس العالم بروسيا 2018.

وفي بداية الموسم الحالي، وقبل أن يختار دياز الانضمام للأسود، كان الحديث عبر وسائل الإعلام العالمية عن الصراع المحتدم بين الاتحادين الإسباني والمغربي لكرة القدم، حول جوهرة أخرى من الجواهر الكروية العالمية، لامين يامال، لاعب برشلونة، وابن 16 ربيعا. هذا الأخير فضل لاروخا على الأسود.