في الوقت الذي تقترب فيه صافرة انطلاق كأس الأمم الإفريقية المقررة يوم 21 دجنبر المقبل، تعيش الجماهير المغربية حالة من الترقب والقلق. فمنتخب “أسود الأطلس”، الذي يحلم بالظفر بثاني لقب قاري في تاريخه بعد أكثر من أربعة عقود، يستعد لخوض البطولة على أرضه وبين جماهيره من دون نجمه الأبرز أشرف حكيمي، الذي باتت مشاركته محل شك بعد إصابته الأخيرة مع ناديه باريس سان جيرمان.
حكيمي… غياب يربك الحسابات
المدافع المغربي سقط مصاباً في مباراة فريقه أمام بايرن ميونيخ ضمن منافسات دوري أبطال أوروبا، إثر تدخل عنيف من اللاعب لويس دياز الذي طُرد على الفور. الفحوصات الطبية أكدت إصابة حكيمي بـ تمزق في أربطة الكاحل (السنديسموس) مع تأثر بسيط في الرباط الدالي، وهو ما سيُبعده عن الملاعب قرابة شهرين، ليصبح مشاركاً في كأس إفريقيا حتى اللحظة الأخيرة موضع شك كبير.
غيابه المحتمل يمثل ضربة موجعة للمدرب وليد الركراكي، الذي سيضطر لإعادة رسم خططه التكتيكية دون أحد أهم مفاتيح لعبه الدفاعية والهجومية في آن واحد.
براهم دياز… وجه جديد في كتيبة الركراكي
في المقابل، سيعول “ساحر الأطلس” على براهيم دياز، النجم السابق لميلان الإيطالي، الذي اختار الدفاع عن ألوان المغرب بعد جهود شخصية بذلها الركراكي لإقناعه بالانضمام. المدرب المغربي استثمر إتقانه للغة الإسبانية، التي اكتسبها خلال مسيرته كلاعب في نادي راسينغ سانتاندير، ليكسب ثقة اللاعب ويقدمه اليوم كرمز للجيل الجديد من كرة القدم المغربية.
هذا الجيل الذي بدأ يفرض هيمنته في الفئات السنية ويدخل اليوم عالم الكبار بثقة، بعدما حقق المغرب أكبر انتصار في تاريخ كأس العالم لأقل من 17 سنة بهزمه كاليدونيا الجديدة بنتيجة 16 – 0.
الركراكي… الرجل الذي غير وجه كرة القدم المغربية
منذ أن تولى قيادة المنتخب في 31 غشت 2022، كتب الركراكي فصلاً جديداً في تاريخ الكرة الإفريقية. هو المدرب الذي قاد المغرب إلى نصف نهائي كأس العالم بقطر 2022، كأول منتخب إفريقي يحقق هذا الإنجاز، بعد إقصائه منتخبي إسبانيا والبرتغال في طريقه إلى المجد.
الأرقام وحدها تروي القصة: 29 انتصاراً في 40 مباراة، 4 هزائم فقط، 82 هدفاً لصالح المنتخب مقابل 17 هدفاً ضده، و27 مباراة بشباك نظيفة. هذه النتائج وضعت المغرب في صدارة المنتخبات الإفريقية وصعدت به في تصنيف الفيفا من المرتبة 22 إلى المرتبة 12 عالمياً.
حلم اللقب الثاني… في ملعب مولاي عبد الله
الركراكي، الذي صار رمزاً للوحدة والطموح، أعاد إلى المغاربة الإيمان بمنتخبهم. جمع من جديد لاعبين سبق استبعادهم مثل حكيم زياش ونصير مزراوي، وبنى منهم كتلة صلبة تؤمن بأن الحلم ممكن.
اليوم، ومع اقتراب الموعد، يتطلع المغاربة إلى ملعب مولاي عبد الله بالرباط الذي سيحتضن نهائي كأس إفريقيا في 18 يناير 2026. هناك، يأمل الركراكي أن يكتب مع “أسود الأطلس” الفصل الثاني من القصة التي بدأت في قطر، ليؤكد أن ما حدث في المونديال لم يكن معجزة عابرة، بل بداية عصر ذهبي جديد لكرة القدم المغربية.
مواضيع ذات صلة
مونديال 2026.. مباريات المغرب الأولى في نيويورك وبوسطن وأتلانتا
لقجع يجتمع مع رئيس اللجنة للألعاب الأولمبية للشباب “دكار 2026”
ليلة الأبطال بالخبر.. تتويج 4 أوزان يختتم موسم دوري المقاتلين المحترفين 2025
دولييون سابقون: المنتخب المغربي يمكنه بلوغ أبعد نقطة في المونديال
مونديال 2026.. المغرب يلاقي البرازيل واسكتلندا مجددا
