لا أحد سينكر ما قدمه ويقدمه وليد الركراكي، مدرب المنتخب الوطني المغربي، للكرة المغربية، وهي تصل إلى أبعد نقطة ممكنة في تاريخها، ألا وهي نقطة المربع الذهبي لكأس العالم بقطر 2022، كأول منتخب إفريقي وعربي يصل إلى هذه المرتبة العالية عالميا.
لكن ذلك، لا يمكن أن يمنعنا من الانتقاد حين يتعين فعله بالنسبة لاستراتيجيات الناخب الوطني المغربي، التي لم يعد أحد يفهم ما وراءها تحديدا، خصوصا بعد الفشل الذريع للمنتخب الوطني المغربي، بقيادة الركراكي، في الوصول إلى أبعد النقط في منافسة أقل قيمة من كأس العالم، لكنها تبقى الأرقى على الصعيد القاري، ألا وهي كأس أمم إفريقيا في نسخة الكوت ديفوار 2024.
بعد إنجاز المونديال بقطر، أصبح التهافت على الانضمام إلى صفوف المنتخب الوطني المغربي الأول من طرف العديد من اللاعبين الدوليين المغاربة أو من أصل مغربي، من ذوي الجنسيات المزدوجة، وحتى ممن لا يملكون الجنسية المغربية بعد، وأظن ذلك من حسنات هذا التفوق المغربي في كأس العالم، لا سيما وأننا في وقت مضى كنا نسعى إلى جلب العديد منهم، بل ونطلب منهم، ونترجاهم، أن يأتوا لتمثيل بلدهم الأم.
لقد استطاع المنتخب الوطني المغربي استمالة قلوب العديدين من هؤلاء بعد مونديال قطر، على سبيل المثال لا الحصر، إبراهيم دياز من ريال مدريد، إلياس بن الصغير من موناكو، أسامة الصحراوي من ليل، إلياس أخوماش من فياريال، رضا بلحيان من فيرونا الإيطالي، آدم أزنو من بايرن ميونيخ، وغيرهم من اللاعبين الذين كانوا مرشحين للانضمام لمنتخبات من جنسية مختلفة.
في يوم من الأيام، صرح الركراكي، قائلا ما فهم منه إن اللاعبين المرشحين للانضمام للمنتخب الوطني المغربي هم كثر للغاية بعد إنجاز المنتخب الوطني المغربي بقطر، وبالتالي فسيصعب على أي كان اللعب في المنتخب الوطني المغربي إن لم يكن يستحق ذلك.
اليوم نطرح السؤال، هل منحت الفرصة لكل من يرغب في الانضمام للمنتخب الوطني المغربي بدلا عن منتخب آخر يطلب وده؟ هذا بطبيعة الحال، مع الأخذ بعين الاعتبار مسألة الاستحقاق.
بالأمس، راحت تنتشر أخبار كثيرة عن صهيب الدريوش، النجم الصاعد في صفوف بي إيس في أيندهوفن الهولندي، والذي سبق له أن توج بكأس أمم إفريقيا لأقل من 23 عاما رفقة المنتخب الوطني المغربي الأولمبي، مفادها كون منتخب هولندا لأقل من 21 عاما وجه له الدعوة للانضمام إلى صفوفه خلال مباراتيه الإعداديتين المقبلتين.
وقبل صهيب، كان خبر مفاده أن الجزائر تريد ضم أمين الوزاني الذي ينشط بفعالية كبيرة بالدوري البرتغالي الممتاز هذا الموسم، وهو الذي حمل لقب الكأس نفسها مع صهيب العام الماضي بالمغرب.
وقبل أيام أيضا، خرج والد زكريا الوحدي لينفي خبرا متداولا أيضا مفاده أن المنتخب البلجيكي يريد ضم اللاعب إلى صفوفه، وهو الذي توج بالميدالية البرونزية رفقة المنتخب الوطني الأولمبي المغربي في الألعاب الأولمبية بباريس الفرنسية، وقبل ذلك بالكأس الإفريقية للفئة العمرية عينها رفقة كل من الدريوش والوزاني.
وأنضاف لاعب رابع إلى هذه اللائحة، يتعلق الأمر بأنس صلاح الدين، مدافع أيسر أنيق، لعب لأجاكس أمستردام، الذي أعاره هذا الموسم لتفينتي بالدوري الهولندي الممتاز، ليصبح حديث الشارع والإعلام هناك، مما جعل الناخب الهولندي لأقل من 21 عاما يستدعيه أيضا للمنتخب الهولندي، دون أن يلتفت إليه الركراكي ولا مرة.
الفكرة هنا، هي أن الركراكي يجب أن يستيقظ من سباته، وألا يضيع الفرص. هذه الفرص يجب أن تمنح لكل من يستحق أن تمنح له من هؤلاء اللاعبين، لأنه منطقيا، يجب أن يستغل المنتخب الوطني كل زاده البشري ليضمن من خلاله أقصى رقم ممكن أن يلعب به، ويخوض به الاستحقاقات المستقبلية.
لا يمكن أبدا القبول بأن يضيع المنتخب الوطني المغربي مواهبه المتألقة بديار المهجر، وقد كان بالإمكان أن تستغل هذه المواعيد القارية في تصفيات كأس أمم إفريقيا 2025، والتي نحن مؤهلين لها بصفتنا البلد المنظم، لإشراك أقصى عدد ممكن من اللاعبين ممن يستحقون من ديار المهجر، كالأسماء المذكورة، وبالتالي ضمان مشاركتهم المستقبلية مع أسود الأطلس في الاستحقاقات المقبلة، عوض المناداة على أربعة حراس على سبيل المثال لا الحصر.
التعليقات 0