شهدت تشكيلة المنتخب الوطني المغربي تغييرا جذريا منذ مونديال قطر 2022 إلى الآن، على الرغم من وصول أسود الأطلس، في إنجاز فريد من نوعه، إلى المرتبة الرابعة عالميا آنذاك.
وخاض المنتخب الوطني المغربي مباراة، أمس السبت، أمام منتخب إفريقيا الوسطى برسم تصفيات كأس أمم إفريقيا، التي تقام بالمغرب، العام المقبل، وهي المباراة التي شهدت وجود عدد قليل من اللاعبين الذين شاركوا في المونديال الأخير.
ومنذ مونديال قطر إلى الآن، تم تغيير تشكيل المنتخب الوطني المغربي بشكل كبير، حيث يبدو أن 17 عنصرا من القائمة التي حضرت في قطر فقدت مكانها اليوم في قائمة الناخب الوطني الركراكي للمباريات الرسمية أو الودية أو في طريقها لذلك.
فعلى مستوى حراسة المرمى، فقد رضا التكناوتي، الحارس السابق للوداد الرياضي، مكانه كحارس ثالث للمنتخب الوطني المغربي، في حين وعلى مستوى الدفاع، فقدت العديد من العناصر مكانتها على غرار كل من العميد غانم سايس، جواد الياميق، أشرف داري، بدر بانون، أو حتى يحيى عطية الله ونوصير المزراوي بفعل العديد من الأسباب كالتنافسية، الإصابة المتكررة أو لعدم اقتناع الناخب الوطني بمردودية اللاعب، والنادي الذي يلعب فيه أيضا.
وعلى مستوى وسط الميدان، فقد كل من سليم أملاح، عبد الحميد الصابيري، إلياس شاعر، ويحيى جبران، أمكنتهم في صفوف المنتخب الوطني المغربي، ومنهم من لم يناد عليه منذ مونديال قطر على غرار شاعر مثلا.
الخط الهجومي لم يسلم من الأمر أيضا، إذ فقدت العديد من عناصر المونديال مكانتها، مثل عبد الرزاق حمد الله، وليد شديرة، سفيان بوفال، أنس الزروري أو حتى حكيم زياش مؤخرا، بالإضافة إلى زكريا أبو خلال.
17 لاعبا من أصل 23 بالقائمة النهائية، هذا معناه نسبة 75 بالمائة من القائمة تم تغييرها في ظرف عامين من قبل الناخب الوطني، الركراكي، وهذا معناه أيضا أنه في مونديال الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك في عام 2026، بحول الله، قد نرى منتخبا مغايرا على منتخب قطر بنسبة 80 بالمائة أو أكثر.
بالأمس القريب، كان الركراكي يتحدث عن قائمة أولية تضم 50 لاعبا للمباريات الرسمية للمنتخب الوطني المغربي، وبات اليوم يتحدث عن 80 لاعبا في هذه القائمة، أي بإضافة نحو 30 لاعبا.
المؤكد هو أن ال 17 لاعبا الذين لم نعد نراهم في تشكيلة الأسود منذ المونديال، يملكون دائما حظوظهم للظهور مع المنتخب الوطني، شأنهم في ذلك شأن العناصر الأخرى من ضمن 80 التي توجد في القائمة الأولية دون أم تكون حاضرة في القائمة الرسمية النهائية للمباريات، لكن الفارق هنا هو في المكان الذي يوجد فيه كل من هؤلاء اللاعبين والرقم الذي يحتلونه في هذه القائمة من 80 لاعبا، والتي تبقى هي أيضا مرشحة للارتفاع إلى أكثر من ذلك قبل مونديال 2026.
الأمر من الممكن أن نراه أيضا ينطبق بحول الله عندما يتحدث عن مونديال 2030 الذي سيقام جزء منه بالمغرب، فاللاعبون الشباب كثر في المغرب وخارج المغرب وينتظرون فرصتهم للانقضاض عليها ضمن صفوف كتيبة الناخب الوطني.
لقد ساهم فوز المنتخب الوطني الأولمبي، الصيف الماضي، ببرونزية تاريخية في الألعاب الأولمبية أيضا في هذا التغير الجديد، إذ أن العديد من الأسماء التي برزت حينها في تشكيلة طارق السكتيوي باتت تشكل الآن إضافة نوعية لكتيبة الركراكي.
حظ سعيد
التعليقات 0