سناء منظر.. بطلة تتفوق في الرياضة والحياة

قليلة هي الأسماء المغربية التي استطاعت أن تصنع لها مسارا في أكثر من نوع رياضي، ولربما جزمنا أن ذلك كان فقط في سبعينات القرن الماضي، عندما سمعنا عن المرحومين عبد الله بليندة والعربي مويس، اللذان صالا وجالا في كرتي القدم واليد، لكن الزمن علمنا أن ذلك ليس بالأمر المستحيل فعلا، إذا ما كانت الإرادة والعزيمة والحماس كالحاصل حاليا مع بطلة مغربية من نوع آخر، يتعلق الأمر بسناء منظر، ندعوكم لاكتشاف من تكون من خلال الحوار التالي.

بداية، من هي سناء منظر؟

سناء منظر هي بطلة مغربية، عربية وإفريقية في رياضات الصامبو والجيدو. مارست أيضا رياضة المصارعة ورياضة الكروس فيت، حيث أعتبر بطلة للمغرب في الكروس فيت لأربع مرات. كنت كذلك أول مغربية تشارك في ألعاب الكروس فيت بالولايات المتحدة الأمريكية، كروس فيت Games، وذلك بماديسون عام 2019.

حاليا، أنا مدربة ورياضية في الآن ذاته.

ماذا عن الميكسد مارشال آرتس التي تمارسينها كذلك كرياضة؟

نعم، لقد فكرت في MMA في السنوات الأخيرة فقط لأكون صريحة معك، وكان ذلك عندما توقفت عن مزاولة رياضة الجيدو عام 2017.

لكن قبل ذلك، فضلت البقاء أيضا في رياضة الصامبو، حيث أعتبر لحدود اللحظة عضوا ضمن صفوف المنتخب الوطني المغربي، وبطلة لإفريقيا في هاته الرياضة لست مرات، كما أنه سبق لي إحراز الميدالية الذهبية عند مشاركتي الأولى في الألعاب الإفريقية التي أقيمت عام 2023 بالعاصمة الغانية أكرا.

لقد تأهلت أيضا إلى الألعاب العالمية التي ستقام بالصين الشعبية خلال شهر غشت المقبل، حيث أستعد لها كذلك، كما أستعد أيضا لخوض منافسات البطولة الإفريقية التي ستقام بعد ذلك غالبا في دولة الكونغو.

بالنسبة لل MMA، فقد انطلقت مسيرتي في هذه الرياضة عام 2023 فقط بمناسبة مشاركتي في منافسة UAE Warriors بدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث شكلت هذه المنافسة خوضي أول مباراة في هذه الرياضة، لكن بعد ذلك مباشرة وللأسف، تعرضت لحادث سير مروع، ألزمني التوقف عن ممارسة أي نشاط رياضي.

كيف كانت عودتك بعد الحادث؟

صراحة، لم أكن أعتقد أنني سأعود يوما ما إلى المنافسة ومجددا للحلبة. الحمد لله، استطعت أن أعود للتداريب والمنافسات، حيث كانت أول مشاركة لي بمناسبة منافسة AKO6، في ال MMA.

خلال هذه المنافسة، التي تعتبر منافسة إفريقية، خضت النزال في الدور الأول ضد بطلة نيجيرية وتمكنت من الفوز به، وبعد ذلك بثلاثة أسابيع فقط، خضت مباراة دور ربع النهائي ضد بطلة كاميرونية، حيث استعدت جيدا لذلك النزال باشتغالي كثيرا على ما يعرف بالسترايكينغ، كون مستوى البطلة الخصم كان جيدا في هذا المجال.

لقد كانت تلك المباراة قوية ولله الحمد استطعت الفوز بها بفضل الذكاء والتجربة لأضمن بالتالي الحضور في دور نصف النهائي الذي سيقام بنيجيريا، حيث أنه إذا ما تمكنت من الفوز فيه فسأكون حاضرة للعب على نيل حزام المنافسة والمخصص للفائز بالمباراة النهائية. حاليا، أخوض تداريب مكثفة بعد خضوعي لأسبوع من الراحة حتى أكون حاضرة بقوة خلال هذا النزال المقبل.

لماذا لم نسمع عنك كثيرا؟

لقد كان أملي أن أصل للألعاب الأولمبية يوما ما، لكن للأسف، عانيت من مرارة التوقيف من طرف الجامعة الملكية المغربية للجيدو، كما أن رياضة الصامبو لم تكن رياضة أولمبية، قبل أن تصير الآن.

بالمقابل، كنت دائما معجبة برياضة MMA، إذ لطالما كنت أود ولوج حلبتها (la cage)، وصرت أحلم الآن من خلالها ضمن فعاليات منظمات قوية، لذلك أحاول الفوز بالحزام الإفريقي.

هل تعتقدين بأن الحلم قريب الإدراك؟

لا أظن أن الوصول لهذا الحزام الإفريقي سيشكل أي عائق بالنسبة إلي، لكوني نشأت وترعرعت في رياضات فنون القتال التي شرعت في تدريبي فيها منذ سن الثامنة. إن حب هذه الرياضات يسري في دمي، والحمد لله فأنا متحمسة للغاية ولطالما كنت أحمس نفسي بنفسي. أعرف نفسي جيدا، وأدرك أنه بإمكاني الوصول إلى الشيء الذي أريده، رغم العديد من التحديات والصعوبات التي لطالما حاصرتني، لعل أكبرها كان ذلك الحادث المروع الذي تعرضت إليه. لقد أجمع جل الأطباء على أنه لن يكون بإمكاني العودة إلى التداريب وقد شكل هذا الأمر تحديا في حد ذاته بالنسبة إلي. لقد عدت أقوى من ذي قبل، وشاركت في بطولات دولية كبرى إثر ذلك، حاولت من خلالها الحصول في كل مرة على المرتبة الأولى.

ماذا عن أهدافك المقبلة؟

كما ذكرت، فسأشارك للمرة الثانية في مسيرتي في الألعاب العالمية خلال الصيف المقبل بدولة الصين الشعبية، حيث سبق لي إحراز المرتبة الخامسة خلال مشاركتي الأولى، وأسعى جاهدة للظفر بالميدالية الذهبية في هذه الألعاب.

لقد شاركت كذلك مؤخرا في بطولة العالم للصامبو، وأحرزت المرتبة الرابعة، ولا أعتقد أنه يوجد فارق كبير في المستوى بيني وبين صاحبات المراتب الثلاث الاولى، لذلك فإنني أستعد جيدا لنيل المركز الأول في الصين.

وكيف تعملين على الموازاة بين ممارستك لكل هذه الرياضات بالإضافة إلى مسؤولياتك الأخرى في الحياة؟

فعلا هو أمر صعب أن تكون مزدادا في المغرب وليس بأمريكا أو أوروبا، وتمارس كل هذه الأنواع الرياضية، لأن هناك صعوبات جمة تعترض سبيلك، فمثلا أنا أم مطلقة ولدي بنت أتحمل مسؤوليتها كما أنني أشتغل، ومع ذلك تجدني أجد الوقت المناسب للتدريب وأهدف الوصول إلى أحلامي. هذا في حد ذاته، أعتبره إنجازا كبيرا بالنسبة إلي كامرأة مغربية، وأظن أن تحمل مثل هذه المسؤوليات هو أمر ليس بمقدرة العديدين من الناس في المغرب. أستطيع ولله الحمد التفريق بين حياتي الشخصية وحياتي العملية وأيضا حياتي كرياضية، حيث أقسم يومي بين كل هذه المسؤوليات مثل أخذ بنتي للمدرسة، والتدريب بشكل يومي مرتين أو ثلاث مرات، وأظن أنه عندما تكون هناك نتائج إيجابية، فإنني أنسى كل هذه الأشياء وأستمر في التقدم.

كلمة أخيرة:

أود أن أشكر كل الجماهير المغربية على دعمها، وأود أن أشكر كذلك من يتابعون مسيرتي الرياضية سواء في المغرب أو خارجه. نصيحتي لهم هي أن يتدربوا جيدا ويهتموا بصحتكم بشكل جيد، لأنه ليس لها مثيل أو بديل فعلا. أقول لهم أيضا تحمسوا، وضعوا أهدافا أمامكم أتمناكم أن تصلوا إليها في أي مجال سواء في الرياضة أو غيرها.

أود أن أشكر جورنال سبور كذلك على تواصلكم معي وأتمنى لقاءكم من جديد.

 

مواضيع ذات صلة

26 يناير 2025 - 21:00

حسبان يضع شرطين لخلافة هلا في رئاسة الرجاء

26 يناير 2025 - 20:00

خفيفي يقترح تنازلا لتسهيل انتقاله للفتح 

26 يناير 2025 - 19:00

الوداد يصرف النظر عن ضم لاعب حسنية أكادير 

26 يناير 2025 - 18:00

العصبة تبعد نجم الرجاء عن الزمالك المصري

26 يناير 2025 - 17:00

رئيس الرجاء هلا يرفض مقترحا بـ 900 مليون لتسريح بلعمري

26 يناير 2025 - 16:00

غيابات مؤثرة للرجاء في مواجهة الفتح الرباطي

التعليقات 0

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر :عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.