جسّد الدولي المغربي سفيان رحيمي نجما فوق العادة لنهائي دوري أبطال آسيا لكرة القدم، عندما نجح في إتلاف برمجة الكومبيوتر الياباني، بقيادته لفريقه العين الإماراتي إلى هزم نظيره “يوكوهاما إف مارينوس” بخماسية مدوية (5-1)، وتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا، في إياب النهائي الذي جمع بين الطرفين، اليوم السبت 25 ماي 2024.
واستأسد “الأسد المغربي” معظم أطوار المواجهة، محدثا زئيرا قويا، على نحو مثير للدهشة والإعجاب لدى جماهير فريقه العين وباقي متتبعي وعشاق النجم المغربي، مقابل إثارته الفزع والرعب في صفوف الفريق الياباني. واستحق سفيان رحيمي أن يكون عريس ليلة القبض على التاج الأسيوي، بحكم أنه كان صاحب الفضل الأوفر في تحقيق هذا اللقب القاري الثمين.
ولعل المثير أكثر في المشهد الختامي لهذا اليوم، كما في عدد من المباريات والمناسبات السالفة، أن الشاب سفيان فعل ما شاء وما أراد، وما اشتهت نفسه في هذا النزال النهائي، وقدم كل ما يمكن أن يقدمه أي نجم في عالم المستديرة؛ سجل، وعاد ليسجل، واصطاد ركلة جزاء، ولعب دور الهداف النادر، وقدم تمريرات دقيقة وحاسمة، مثلما تفنن في المراوغة وأبدع في التسديد، وصال وجال طولا وعرضا فوق أرضية ملعب “هزاع بن زايد”، وبالطريقة التي كان يختارها.
ولم يقف رحيمي عند هذا الحد، فحسب، بل إنه لم يكن رحيما بالفريق الياباني، عندما تسبب في طرد حارسه، مقلصا تركيبته العددية قهرا، فضلا عن تشتيت تركيز لاعبيه وطمس كل حساباتهم سواء ما تعلق منها بلعبة الرياضة أو علم الرياضيات، على حد سواء، وما ترتب عن ذلك من خلق فراغات وفتح ممرات على مصراعيها لفائدة زملائه في العين، ليتسبب الارتباك الياباني في إمطار أهداف تلو أخرى، حتى صارت الغلة بمقدار خماسية قاسية.
وهكذا، تمكن الدولي المغربي رحيمي من مواصلة التألق على غرار سالف المباريات بمختلف المناسبات، حتى أنه بدا كما لو أنه يغزو آسيا، دون أن يتوانى في تشكيل “كابوس” مرعب في وجه فرق القارة، مهديا فريق العين وجماهيره لقبا غاليا من قيمة كأس دوري أبطال آسيا، والذي قد لا تتاح فرصة التتويج به إلا في ما نذر.
وبالإضافة إلى تتويجه الجماعي، لم يفرط رحيمي في تتويجه الفردي، حتى أنه كان “تتويجا فرديا مزدوجا”، عندما فاز بجائزتي أفضل لاعب لهذه النسخة القارية ككل، وهدافا لها في الآن ذاته، حيث تربع على عرش هدافي مسابقة دوري أبطالا آسيا برصيد 13 هدفا، عقب إضافته هدفين في شباك يوكوهاما، وتكلف زميلاه لابا كودجو (2هـ) وكاكو (1هـ) بإكمال الخماسية التهديفية.
التعليقات 0