رأي.. ماذا وراء الحديث عن تعاقد الوداد مع بنعسكر؟

تكاثرت الأخبار أو الإشاعات في الآونة الأخيرة حول المدرب المستقبلي للوداد الرياضي، في ظل غياب خروج إعلامي مسؤول للرئيس الجديد للمكتب المديري، عبد المجيد البرناكي، وفي ظل الصمت الرهيب الذي لا يزال ينتهجه المسؤولون عن الموقع الرسمي للفريق الأحمر.

ففي الوقت الذي استبشر فيه الوداديون خيرا، بعد انعقاد الجموع العامة المتأخرة، وانتخاب البرناكي رئيسا للمكتب المديري، في انتظار ما سيعلن عنه رسميا من إمكانية استمراره على رأس هذا الهرم الكروي الكبير والعريق من عدمها، انتكست الجماهير بإقصاء مرير من الدور سدس عشر النهائي لكأس العرش على يد الشباب السالمي، لتلي ذلك انتكاسة أخرى لها وهي تخبر من هذا المصدر أو ذاك عن تعاقد البرناكي مع عزيز بنعسكر مدربا للفريق الأحمر.

المصادر ذاتها أكدت أن الدولي السابق، والذي مر بتجربة تدريبية وحيدة في المغرب كانت رفقة المغرب الرياضي الفاسي الموسم الماضي، سبقتها تجارب في الديار القطرية، سيتولى مهمة تدريب الوداد الرياضي في المباريات الست المتبقية من البطولة الاحترافية الوطنية، بمساعدة رضا حكم، كما أشارت إلى تعيين بدر القادوري مديرا تقنيا للوداد الرياضي، في انتظار تأكيد كل هذه الأخبار أو الإشاعات رسميا من مسؤولي الوداد الرياضي.

الأكثر من ذلك، قالت المصادر عينها إن بنعسكر سيستمر الموسم المقبل مع الوداد الرياضي، لكن في منصب آخر، لربما كان هو منصب المشرف العام للفريق، وعلى أن تعيين الدولي السابق حاليا بشكل مؤقت جاء بطلب من الحسين عموتة، اعتمادا على قصاصات تحدثت عن حدوث اتفاق بين البرناكي والمدرب الحالي للمنتخب الأردني، يقضي بعودة الأخير لتدريب الوداد الرياضي بداية من الموسم المقبل بمعية طاقمه الفني الموجود معه بعمان.

هذا الخبر أو الإشاعة يقتضي منا تحليلا موضوعيا للأمور، ما دام كل ما هو رسمي لم نخبر عنه قط إلى حدود الساعة، إذ أن عموتة خرج قبل أيام فقط لتفنيد إشاعة توليه مسؤولية تدريب الوداد الرياضي الموسم المقبل، مشيرا في الآن ذاته إلى أن مروجي هاته الإشاعة من الإعلاميين في المغرب هم عديمو المسؤولية.

ومباشرة بعد هذا التصريح، الذي ضرب فيه الإطار الوطني عرض الحائط مصداقية البعض من الإعلاميين المغاربة، جرت مراسيم استقبال المنتخب الأردني لكرة القدم، الحائز بقيادة عموتة، على فضية كأس آسيا مؤخرا، من طرف عاهل الأردن، الملك عبد الله، وخلال ذلك الاستقبال طالب الملك من عموتة بالبقاء بالمنتخب الأردني ومساعدته في مسار تصفيات كأس العالم المقبلة، مخاطبا إياه علنا، حيث نقلت وسائل الإعلام العربية والدولية هذا الحدث واستمع الجميع لتلك الكلمة المعبرة.

كلمة ملك الأردن، جاءت مباشرة بعد تصريح عموتة، الذي سبقته الكثير من الإشاعات حول اقتراب مغادرة المدرب المغربي للمنتخب الأردني، وعودته للمغرب، للإشراف على تدريب الوداد الرياضي الموسم المقبل. البعض ذهب إلى أبعد من ذلك، وروج لإقالة وليد الركراكي من على رأس المنتخب الوطني المغربي وتعويضه بالحسين عموتة.

ويستعين مروجو فكرة الاتفاق بين البرناكي وعموتة، بالعلاقة الطيبة التي تربط الطرفين منذ أن كان المدرب المغربي يشرف على الوداد الرياضي في فترات سابقة.

كل هذه الأمور تدعنا نتساءل، أيملك هؤلاء المروجون سواء أكانوا إعلاميين أم غير ذلك، حسا من القدرة على تحليل الأمور قبل النقد؟ أم أنهم فقط يريدون من وراء الإشاعات قضاء غرض ما، قد يكون هو تثبيت مدرب مغمور في الوداد لفترة ما، على حساب اسم وسمعة إطار وطني كبير أعطى الشيء الكثير للوداد الرياضي، المنتخبات الوطنية والكرة المغربية بصفة عامة؟

لما طلب ملك الأردن من عموتة البقاء على رأس منتخب بلاده، واجهه المدرب المغربي بابتسامة تنم عن رضاه التام بالوضع وقبوله البقاء بصفوف المنتخب، وحينما تطلب منك أعلى سلطة في بلد ما البقاء في مسؤولية ما، فهذا تشريف وتكليف في الوقت نفسه، ولا يمكن أن ترفضه بتاتا.

قد يقول قائل، عقد عموتة سينتهي في يونيو، سنجيب بهل تظن أن ملك الأردن لم يكن على علم بذلك قبل توجيه طلبه هذا لعموتة أمام العلن.

بعد كل هذا، مسألة رفض عموتة لطلب ملك الأردن، أو العدول عن قرار البقاء مستقبلا على رأس منتخب النشامى، لمجرد كونه تربطه علاقة وطيدة بالبرناكي، لا تعدو أن تكون مجرد وهم في مخيلة مروجي الإشاعات من عديمي المسؤولية، كما وصفهم بذلك عموتة.

إن من يعتقد أن عموتة تربطه تلك العلاقة بالبرناكي، يجب أن يعلم كذلك، أن المدرب المغربي، أصبحت تربطه علاقة حاليا أكثر توطدا مع شعب أردني بأكمله، على رأسه ملك البلاد، الذي يمني النفس برؤية النشامى في كأس العالم بالولايات المتحدة الأمريكية، وكندا والمكسيك بعد سنتين.