سأستغرب كما سيستغرب معظم المغاربة، عشاق المنتخب الوطني المغربي، بل المهووسون به في حال خرج الناخب الوطني، وليد الركراكي، بعبقريته المعهودة، بلائحة منقوصة من العناصر الواجب توجيه الدعوة إليها، خلال مباراتي زامبيا والكونغو برازافيل لشهر يونيو المقبل.
يجب أن تعلم “السي الركراكي” أن دوليينا الحاليين، الذين وصلوا إلى أعلى قمم المستويات في كل القارات، يشكلون مصدر فخر و اعتزاز لكل المغاربة قاطبة من طنجة إلى الكويرة، وبالتالي فلا يمكنهم تخيل منتخب من دونهم.
إضافة إلى ذلك، فإن المناداة على هؤلاء الدوليين المغاربة من دون استثناء للموعدين المقبلين، سيكون بمثابة الجزاء الذي يستحقونه بالنظر لكونهم يساهمون بكل ما أوتوا من جهد وقوة لإعلاء راية الوطن في المحافل القارية رفقة أنديتهم، في زمن أصبح فيه كل ما يشكل إعلاء لراية الوطن من طنجة إلى الكويرة، مصدر نكد وحسد وحمق لأعداء وطننا الحبيب من الجارة الشرقية.
وعندما أذكرك أيها الناخب الوطني بهذا الأمر، فإنني أقصد الأسماء التي غابت عن مخيلتك خلال السنة الماضية أو قبل ذلك، وتألقت بشكل لافت، خلال الآونة الأخيرة، بل وطيلة الموسم الحالي، لأنني أعلم، وأنت أدرى مني، أن الأسماء المتوهجة في الوقت الراهن وكانت دائمة الحضور في قوائمك، ستكون لا محالة معك أيضا بحول الله في يونيو.
لا داعي لأذكرك السي الركراكي، إلى كون أسامة الإدريسي، تألق بشكل رهيب هذا الموسم رفقة نادي باتشوكا المكسيكي في سابقة فريدة من نوعها، إذ لم يسبق لمغربي أن أحترف بالدوري المكسيكي. لقد وصل هذا النجم المغربي، الذي يمثل بلادنا خير تمثيل إلى نهائي دوري أبطال الكونكاكاف، وبالتالي فحضوره رفقة أسود الأطلس، خلال مباراتي تصفيات كأس العالم في يونيو، سيشكل دافعا معنويا له وأيضا إضافة نوعية للجهة اليسرى وللهجوم المغربي في ظل غياب تنافسية سفيان بوفال، الذي لا أعتقد قد يجد له مكانا من جديد في تشكيلتك، إلا إذا ما كانت عبقريتك دافعا لذلك تماما كما فعلت في كأس أمم إفريقيا الأخيرة بالكوت ديفوار.
أنا هنا لست جاحدا لبوفال، بل إنني من أشد المدافعين عنه وعن وجوده دائما بصفوف المنتخب الوطني المغربي، مهما حصل، لكن حتى إذا كنت اقتنعت بهذه الضرورة اليوم وغدا، فليس من العيب المناداة على أسماء أخرى في الآن ذاته، بل الجحود سيكون هو عدم توجيه الدعوة إلى من يستحق.
الأمر ينطبق كذلك على رضا سليم، مهاجم الأهلي المصري، الذي وصل إلى نهائي دوري أبطال إفريقيا رفقة الأهلي المصري هذا الموسم، ولست هنا مستعدا لتذكيرك مرة أخرى بأن لاعبي الوداد الرياضي بعدد كبير كانوا قد حظوا بشرف الوجود رفقتك، والمنتخب الوطني المغربي، مباشرة بعد فوزهم بلقب دوري أبطال إفريقيا عام 2022.
عندما لم توجه الدعوة لحريمات، لاعب الجيش الملكي، قال البعض ماذا بلغ هذا اللاعب عندما خاض دوري أبطال إفريقيا رفقة الجيش الملكي، وهو الذي خرج من الأدوار التمهيدية، لذلك أعتقد أن التعامل مع سليم لن يكون بمنطق حريمات، وهو اللاعب المتمرس السابق بصفوف الجيش الملكي، والأكثر تمرسا اليوم مع الأهلي المصري، الذي أوشك على التتويج باللقب الإفريقي، تماما كما كان الحال مع كل من التكناوتي، عطية الله، جبران، داري والعملود رفقة الوداد الرياضي عام 2022.
سيكون من الغباء عدم توجيه الدعوة من جديد لسفيان رحيمي، وهو الذي أوصل العين الإماراتي إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب النصر والهلال السعوديين بكل نجومهم، الذين جاؤوا إلى بلاد الحرمين في صفقات خيالية. لا تستغرب السي الركراكي إن فاقت قيمة صفقة انتقال رحيمي خلال الصيف المقبل قيمة انتقال البعض من هؤلاء.
سيكون أيضا إيجابيا أن تعيد النظر في مسألة تغييب أمين حارث، الذي بلغ رفقة عز الدين أوناحي نصف نهائي اليوروبا ليغ، وهو الذي غيبته عن آخر مباراتين للمنتخب الوطني المغربي، كما سيكون غير منطقي بالمرة أن تستغني عن خدمات أيوب الكعبي وهو في قمة توهجه بالكونفرس ليغ، التي بلغ فيها رفقة أولمبياكوس اليوناني النهائي الحلم بفضل خمسة أهداف سجلها المهاجم المغربي في مباراتي الذهاب والعودة أمام نادي إنجليزي من البريميرليغ هو أستون فيلا، خلال مرحلة نصف النهائي.
لن أضيف أكثر من هذا في الوقت الراهن، رغم أن اللائحة التي توجد في مخيلتي ومخيلة المغاربة قد تضم أكثر من هؤلاء الذين تحدثت عنهم، متمنيا أن تكون فعلا قد استوعبت الدروس من أخطاء اللوائح السابقة سواء بكأس أمم إفريقيا أو خلال استحقاقي مارس الماضي، غير ذلك فهذا يعني أن خللا ما يكون أصاب عبقريتك.
التعليقات 0