رأي.. البحر الذي يعاند الرياضة المغربية

في العديد من الأوقات كنت أنصت للزملاء الإعلاميين الرياضيين وهم يحاولون تحليل واقع الرياضة المغربية، وفي العديد من المناسبات كنت أستحضر ما كانوا يقولونه عند كل انتكاسة بالألعاب الأولمبية متعلقة بالرياضات الأخرى غير ألعاب القوى، أم الألعاب، والملاكمة، وكرة القدم.

ومن بين الأسئلة الطريفة التي كانوا يطرحونها كل أربع سنوات، طيلة مدة متابعتي للرياضة الوطنية والتي تمتد منذ 1986 إلى الآن، أطال الله عمر كل واحد منكم بما في ذلك الزملاء والمحللين الرياضيين، هو سؤال كيف يعقل أن يكون المغرب محاطا بالمحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، دون أن يمكنه ذلك أن ينتج سباحا أو سباحة يستطيع أو تستطيع الظفر بإحدى الميداليات الأولمبية يوما ما؟

ويبدو أن هذا البحر الذي يحيط بالمغرب بات يعاند الرياضة المغربية بصفة عامة، وليس السباحة فقط. فكل الرياضات المغربية التي تلعب في البحر لم تستطع، إلى حدود الآن، أن تثبت ذاتها وتقارع دولا ربما لا تتوفر لا على بحر ولا على خيراته.

مناسبة الحديث هنا، هو كرة القدم الشاطئية، التي صارت تلعب في المغرب حتى في مدن لا تتوفر على بحر على غرار مراكش، التي أُنجِز بها ملعب لاحتضان أحد الأندية لكرة القدم الشاطئية، يشارك في بطولة وطنية تم استحداثها مؤخرا.

ولماذا هذا الحديث وما هي المناسبة؟

الحديث يأتي بعد إقصاء أقل ما يمكن القول عنه إنه كارثي للمنتخب الوطني المغربي لكرة القدم الشاطئية من نصف النهائي لكأس أمم إفريقيا والمقامة حاليا بمصر، والمؤهلة كعادتها دائما إلى نهائيات كأس العالم للعبة، الذي سيقام العام المقبل ولأول مرة بالقارة السمراء، تحديدا في جزر السيشل.

لقد كانت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ولجنة كرة القدم المتنوعة بها، وأيضا لجنة المنتخبات الوطنية بالجامعة، تمني النفس بأول تأهل للمنتخب الوطني المغربي لكرة القدم الشاطئية في تاريخه إلى نهائي كأس أمم إفريقيا، وبالتالي أول تأهل تاريخي بالنسبة إليه لنهائيات المونديال.

الإشكال لم يكن في الإقصاء اليوم، فلطالما أقصي هذا المنتخب منذ إنشائه قبل ما يقرب من عقدين من الزمن أو أكثر، إذ كان أفضل إنجاز تاريخي له في نهائيات الكان للبيتش سوكر، هو المرتبة الثالثة غير المؤهلة طبعا إلى المونديال، على اعتبار أن المنتخبين المتأهلين إلى النهائي هما من يصلا إليه بطبيعة الحال.

بل الإشكال كان في من أقصانا وكيف فعل ذلك، حيث يتعلق الأمر هنا بمنتخب موريتانيا الشقيق الذي نكن حتى لمنتخبه الأول لكرة القدم بالملعب وليس الشاطئ أو البحر كل الاحترام والتقدير، وللجامعة الموريتانية لكرة القدم، بقيادة صديق فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والمغرب، أحمد ولد يحيي.

لماذا؟
الجواب هو كون المنتخب الموريتاني يشارك لأول مرة في تاريخه في نهائيات كأس أمم إفريقيا لكرة القدم الشاطئية، وهنا نهنئه ونهنئ ولد يحيى على ذكائه الكبير، إذ أن هذا المسؤول العصامي، لم يكتف بالاستفادة من الشواطئ التي تزخر بها الشقيقة موريتانيا، بل انتقل للاستفادة حتى من شواطئ الجيران السنغاليين المعروفين بقوة منتخباتهم بما في ذلك منتخبهم الشاطئي.

لقد استغل ولد يحيى عامل القرابة و”النسوبية” والأصول الذي يربط الشعبين الشقيقين الموريتاني والسنغالي، ليكون منتخبا يمكن اعتباره منتخب السنغال حرف باء، يلعب بقميص المرابطين الموريتانيين.

هذا المنتخب وعند أول مشاركة له في الكان، سيتمكن من إزاحة المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم الشاطئية، وليس فقط ذلك، بل سيلقنه درسا لن ينساه بهزمه أداء ونتيجة.

وبقدر ما كان ولد يحيى ذكيا، بقدر ما كنا نحن أغبياء بتعاقدنا مع مدرب يعد الأفضل في العالم، إذ أنه سبق له إحراز كأس العالم، وقلنا في أنفسنا إنه سيؤهلنا إلى كأس العالم بسهولة هذه المرة، وكأن التأهل الذي غاب عنا لسنوات شخصناه في مدرب فقط.

لقد استطاعت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أن تنجح على صعيد كل منتخباتها الوطنية بطريقة أو أخرى، لكنها لم تنجح مع منتخب الشواطئ، فالبحر عندما يعاندك من الأفضل أن تتركه فقط دون الحاجة إلى الدخول في التفاصيل التي لا تنفع.

 

مواضيع ذات صلة

24 أكتوبر 2024 - 23:00

المغربيان عطية الله وسليم يتوجان مع الأهلي بكأس السوبر المصري

24 أكتوبر 2024 - 21:40

رحيل نجم مغربي شاب.. عبد العزيز برادة في ذمة الله

24 أكتوبر 2024 - 20:00

جوائز الـ”كاف”.. المغرب مرشح للتتويج بـ5 جوائز إفريقية

24 أكتوبر 2024 - 12:00

أمين الكرمة يحمل التحكيم مسؤولية النتائج السلبية لفريقه اولمبيك اسفي

23 أكتوبر 2024 - 16:00

كرة القدم.. بونوتشي مدربا مساعدا لمنتخب إيطاليا لأقل من 20 سنة

ديفرسون

23 أكتوبر 2024 - 12:00

كأس ليبرتادوريس.. ديفرسون يضع أتلتيكو مينيرو على مشارف النهائي

التعليقات 0

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر :عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.