عبر العداء المغربي معاذ الزحافي، في تدوينة له على إنستغرام، عن امتعاضه الكبير من الوضع الذي يرى أن ألعاب القوى تعيش عليه، موضحا، بعد أسبوع من مشاركته في بطولة العالم لألعاب القوى داخل القاعة في الصين، أن هناك أسبابا أدت إلى المشاركة المغربية المخيبة في مونديال نانجينغ 2025.
وقال الزحافي، في تدوينته، على منصة إنستغرام:”بصفتي رياضيا مثلت المغرب في بطولة العالم داخل لألعاب القوى داخل الصالات، أجد نفسي مضطرا للتحدث علنا عن الظروف التي رافقت مشاركتنا في هذا الحدث العالمي”، مضيفا:”الجامعة قررت إرسالنا إلى هذه البطولة دون طبيب أو معالج بدني، وهو أمر غير مقبول، إن لم يكن غير قانوني على الإطلاق في منافسة عالمية بهذا الحجم. أي رياضي محترف يعرف أن الرعاية الطبية والتأهيل البدني عنصران أساسيان في مثل هذه البطولات، فكيف يُعقل أن نشارك دون أدنى دعم من هذا النوع”.
وتابع قائلا: “لم يتم تنظيم أي معسكر تدريبي قبل البطولة، والحال على جميع البطولات السابقة، وهو ما جعلنا نخوض المنافسة دون الاستعداد الأمثل، في وقت تقوم فيه الدول الأخرى بتجهيز رياضييها بأفضل الوسائل المكنة من أجل تحقيق النتائج المرجوة”.
ولم يقف الزحافي عند هذا الحد، بل أضاف يقول:”أما الأمر الأكثر إحباطا بالنسبة لي شخصيا، فهو أنني لم أتلق أي تواصل أو دعم معنوي من مسؤولي الجامعة لا أحد تحدث معي، لا أحد سأل عني أو حفزني، وكأننا نرسل إلى البطولة لمجرد المشاركة وليس من أجل المنافسة على أعلى مستوى. دون التحدث عن الدعم المادي.. كارثي بما تحمل الكلمة من معنى”.
وقال البطل المغربي أيضا:”أعبر عن خيبة أملي العميقة بسبب القرار المفاجئ وفي الدقيقة الأخيرة بتغيير موعد رحلتنا إلى الصين وتقديمها بثلاثة أيام، مما ترك لنا يوما واحدا فقط للتدرب والتأقلم مع فارق التوقيت.
وهذه التغييرات العشوائية تعرقل تحضيراتنا، وتؤثر على جاهزيتنا البدنية والذهنية، وتعكس نقصا في الاحترافية في التعامل مع جدول الرياضيين النخبة، والتخطيط الجيد واحترام التزامات الرياضيين أمران أساسيان لتحقيق النجاح على أعلى المستويات نحن نستحق معاملة أفضل”، وأضاف: “الأمر غير المفهوم هو أن الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى تعد من أغنى الجامعات على المستوى الإفريقي، إن لم تكن الأغنى، ومع ذلك، نجد دولا إفريقية أخرى شاركت في نفس البطولة بفرق مجهزة بشكل أفضل منا.
رأينا منتخبات إفريقية جاءت بطواقم أكبر من العدائين أنفسهم، ولم يكن الأمر مجرد عدد، بل كان طاقما متخصصا يضم أطباء ومعالجين ومدربين ومسؤولين إداريين مما يعكس احترافية في التعامل مع الرياضيين وضمان أفضل الظروف لهم”.
وختم الزحافي تدوينته بالقول: “بصفة عامة، العداء المغربي لا تعطى له قيمته الحقيقية، وكأنه لا يساوي شيئا، رغم أنه هو من يرفع راية البلاد ويحقق الألقاب.
الوضع أصبح محبطا، لدرجة أن المسؤولين في الجامعة قيمتهم أكبر من العدائين أنفسهم، رغم أن 99 % منهم فشلوا في تحقيق أي شيء يذكر. كيف يعقل أن يكون المسؤول، الذي لم يركض يوما فوق المضمار، أكثر أهمية من العداء الذي يضحي بسنوات من عمره لتمثيل بلاده بأفضل صورة؟”.
الزحافي استدرك، في تدوينته، بالقول:”ورغم ذلك، لا أقدم أعذارا لنتائجنا في هذه البطولة، لأنني أؤمن بأن الرياضي عليه أن يتحمل مسؤوليته فوق المضمار، لكن من المستحيل تحقيق النجاح في ظل هذا الإهمال وانعدام الدعم. الرياضة اليوم أصبحت علما وإدارة، ولا يمكن الاستمرار بنفس الأساليب العشوائية التي تقتل طموحات الأبطال المغاربة. إذا كانت الجامعة لا تستطيع توفير الحد الأدنى من الدعم لنا، فكيف نتوقع تحقيق الإنجارات؟”.
وفي الأخير، يقول الزحافي عبر تدوينته: “ما يسكت على الحق غير لى مستافد من الباطل.. هـادشي لي تقال %1 من داكشي لي واقع بصح فالحقيقة”…..
تجدر الإشارة فقط إلى أن المغرب شارك في بطولة العالم لألعاب القوى داخل القاعة، التي استضافتها مدينة نانجينغ الصينية، بثلاثة عدائين؛ وهم معاذ الزحافي وأنس الساعي وعبد اللطيف الكص، دون أن يتسنى لأي منهم الحصول على ميدالية، مما أخرج ألعاب القوى المغربية بالأصفار للمرة الثالثة على التوالي.
التعليقات 0