يخوض ثلاثي الصدارة في المرحلة السابعة عشرة من الدوري الإيطالي لكرة القدم مباريات تبدو في المتناول، إذ يستقبل أتالانتا المتصدر إمبولي، الأحد، فيما يحل نابولي الوصيف ضيفا على جنوى السبت، ويواجه إنتر حامل اللقب كومو الإثنين في ميلانو.
على ملعبه في برغامو، يسعى فريق المدرب جان بييرو غاسبيريني إلى استكمال سلسلته الإيجابية، فبفوزه الساحق على ضيفه تشيزينا (6-1) الأربعاء، وبلوغه ربع نهائي كأس إيطاليا، حقق انتصاره الـ11 على التوالي محليا، علما أن آخر خسارة تلقاها كانت في 24 شتنبر أمام كومو (2-3).
ويبدو غاسبيريني راضيا عما تحقق “نمر بفترة ثقة. لدينا روح عظيمة، فضلا عن الثقة والحماس. نعيش أوقاتا إيجابية للغاية. يجب أن نحاول التحسن على المستوى الفني، يجب ألا نتوقف أبدا عن التحسن”.
وتعكس الفترة الوردية التي يعيشها أتالانتا الأجواء الإيجابية داخل جدران النادي، وهو ما أكده نجم الفريق وأفضل لاعب إفريقي لعام 2024 النيجيري أديمولا لوكمان “أعتقد أن البيئة التي قدمها لي النادي كانت مفتاحا لتطوري كلاعب”.
وسيقود لوكمان خط الهجوم في مواجهة إمبولي عاشر الترتيب، آملا باستمرار فترة تألقه بتسجيله ستة أهداف وتقديم ثلاث تمريرات حاسمة في آخر 10 مباريات بالدوري، لمساعدة فريقه على الاستمرار في الصدارة للمرحلة الثالثة تواليا، قبل خوضه اختبارات صعبة أمام لاتسيو وأودينيزي ويوفنتوس ونابولي في المراحل الأربع المقبلة.
بعد استمراره تسع مراحل في الصدارة قبل التنازل عنها إثر الخسارة أمام لاتسيو (0-1) في المرحلة الخامسة عشرة، سيتعين على نابولي الفوز على مضيفه جنوى صاحب المركز الـ13، وانتظار تعثر مفاجئ لأتالانتا لخطف المركز الأول منه أو مشاركته الصدارة، علما أن نقطتين فقط تفصل بينهما (37 للأول و35 للثاني).
ويفتقد مدربه أنطونيو كونتي لخدمات نجميه الجناح الجورجي خفيتشا كفاراتسخيليا والمدافع أليساندرو بونجورنو للإصابة.
ولا يبدو كونتي قلقا بغياب “كفارا”، لاسيما مع تألق بديله البرازيلي دافيد نيريس الذي قدم أداء مقنعا في المرحلة الماضية أمام أودينيزي، عندما ساعد فريق الجنوب على قلب تأخره بهدف إلى فوز 3-1. وسيقود نيريس خط الهجوم إلى جانب ماتيو بوليتانو والبلجيكي روميلو لوكاكو صاحب الأهداف الستة في الدوري حتى الآن.
لكن التحدي الأكبر أمام المدرب الإيطالي سيكون بتعويض غياب بونجورنو المساهم بشكل كبير وملحوظ، رفقة زميليه جوفاني دي لورنتسو والكوسوفي أمير رحماني، بتحسن أداء المنظومة الدفاعية للفريق مقارنة بالموسم الماضي، إذ لم تهتز شباكه سوى 11 مرة في 16 مباراة، وهو الرقم الأفضل في الدوري حتى الآن إلى جانب فيورنتينا.
يدخل إنتر ثالث الترتيب (34 نقطة) ويملك مباراة مؤجلة، مواجهة كومو السادس عشر بغياب أحد أبرز نجومه متوسط الميدان نيكولو باريلا للإصابة، إضافة إلى استمرار غياب المدافعين فرانشيسكو أتشيربي والفرنسي بنجامان بافار للسبب عينه.
ويعيش حامل اللقب فترة إيجابية إذ لم ينهزم في مبارياته العشر الأخيرة بالدوري، محققا ثمانية انتصارات، بما فيها اكتساح لاتسيو 6-0 في قمة المرحلة الماضي، وتعادلين، ويطمح إلى تحقيق انتصار جديد قد يتيح له اعتلاء الصدارة إذا فاز في مباراته المؤجلة على فيورنتينا.
ولتعويض غياب باريلا المؤثر، سيدفع مدربه سيموني إنزاغي بمتوسط الميدان دافيدي فراتيزي القادر على تعويض زميله في الفريق والمنتخب الإيطالي، لتشكيل ثلاثية وسط الميدان إلى جانب التركي هاكان تشالهانأوغلو والأرميني هنريخ مخيتاريان.
ويملك الـ”نيراتسوري” خط الهجوم الأقوى في الدوري برصيد 40 هدفا بقيادة الثنائي الفرنسي ماركوس تورام (11 هدفا) والأرجنتيني لاوتارو مارتينيس (5 أهداف)، غير أن مكامن الخطورة متعددة لديه بوجود تشالهانأوغلو وفراتيزي والمدافعين فيديريكو دي ماركو والهولندي دنزل دمفريس ولكل منهم ثلاثة أهداف.
وعلى عكس جاره، يعيش ميلان فترة صعبة شابها نتائج غير مستقرة وأداء غير ثابت ليجد نفسه ثامنا في الترتيب (23 نقطة ويملك مباراة مؤجلة)، ويأمل في العودة إلى السكة الصحيحة أمام مضيفه فيرونا السابع عشر في افتتاح المرحلة الجمعة.
وإلى جانب سوء الأداء والنتائج، تطل مشكلات أخرى برأسها أيضا، إذ يبدو أن مدربه البرتغالي باولو فونسيكا فقد السيطرة بشكل كبير، وبات ينتقد نجوم فريقه بشكل علني، لاسيما مواطنه رافايل لياو، كما أنه استبعد الظهير الأيسر الفرنسي تيو هرنانديز من التشكيلة الأساسية في مباراة جنوى الأخيرة بالدوري والتي انتهت بتعادل سلبي مخيب.
وبالتوازي، شهدت تلك المواجهة موجة اعتراضات من مشجعي الفريق على هامش الاحتفال بالذكرى 125 لتأسيس النادي، بسبب غياب الأسطورة باولو مالديني عن تكريم اللاعبين الأسطوريين، وطالبوا الإدارة الأميركية ببيع النادي، قبل أن يتجمع عدد منهم خارج حفل خاص للاحتفال بذكرى التأسيس عارضين لافتات تحمل رسائل مثل “ناد بلا طموح، لا تستحقون تاريخنا”.
أما يوفنتوس سادس الترتيب (28 نقطة)، فصحيح أنه لم يخسر بعد في الدوري، لكنه تعادل في 10 مباريات منها الأربع الأخيرة.
وعلى الرغم من ذلك، رأى مدربه تياغو موتا أن فريقه “يسير على الطريق الصحيح. يجب مساعدة اللاعبين لأنهم يظهرون احترافية كبيرة والتزاما في عملهم”، محذرا من مواجهة مونتسا قبل الأخير الأحد لأنه منافس “أزعج العديد من الفرق”.
التعليقات 0