انتهت الألعاب…ماذا عن حصيلة المغرب؟

أسدل الستار على منافسات الألعاب الأولمبية في نسخة باريس 2024 بحصيلة فيها ذهبية وحيدة لألعاب القوى المغربية في شخص سفيان البقالي، الذي حافظ على لقبه الأولمبي في مسافة 3000 متر موانع، وبرونزية تاريخية للمنتخب الوطني الأولمبي المغربي لكرة القدم، لم يسبق لكرة القدم لا العربية ولا المغربية أن أحرزت مثلها أو أفضل منها منذ انطلاقة الألعاب عام 1896.

قد تبدو هذه الحصيلة إيجابية وإنجازا للبعض مثل حسن فكاك، المدير التقني للجنة الأولمبية المغربية، الذي شخصيا أجهل دوره في منظومة الرياضة المغربية ما دامت الرياضات المغربية المشاركة في الألعاب، كانت وما زالت ممثلة بمدرائها التقنيين ومدربيها وهم من يحاسبون في نهاية المطاف.

قال فكاك، إن الحصيلة تعد إنجازا كونها جاءت أفضل من حصيلة نسخة لندن 2012 التي أحرز فيها المغرب برونزية وحيدة بواسطة العداء عبد العاطي إيكيدير في سباق 1500 متر ضمن منافسات ألعاب القوى، ومن حصيلة نسخة ريو دي جانيرو البرازيلية عام 2016، التي فاز فيها المغرب أيضا ببرونزية فقط، بواسطة الملاكم محمد الربيعي، ومن حصيلة نسخة 2020 بطوكيو اليابانية والتي حصل فيها المغرب على ذهبية وحيدة عن طريق البقالي نفسه وفي المسافة عينها.

وربما تناسى فكاك أن يضيف أيضا أن نسخة هذه السنة كانت أفضل من نسخة بكين 2008، عندما كان المغرب قد حصل فقط على فضية جواد غريب في الماراثون، وبرونزية حسناء بنحسي في سباق 800 متر.

غريب فعلا أن يخرج مسؤول في اللجنة الأولمبية المغربية بهذا التصريح، الذي استفز العديد من وسائل الإعلام المغربية والإعلاميين، بل حتى الأبطال السابقين على رأسهم العداءة نزهة بيدوان، صاحبة برونزية سباق 400 متر حواجز ضمن نسخة سيدني الأسترالية 2000 من الألعاب الأولمبية.

لقد استفز هذا المدير التقني بتصريحه معظم الشعب المغربي، الشغوف بالرياضة خصوصا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انهالت الجماهير المغربية بالتعليقات المخجلة في حق فكاك واعتبرت تصريحه في غاية النشاز.

ما يجب أن يعلمه فكاك وأمثاله، أن الجماهير المغربية ليست فقط جماهيرا لكرة القدم، بل لها إلمام بالعديد من الرياضات الأولمبية، وبالتالي فلا يمكنكم أن تكذبوا عليها بسهولة.

صحيح أن الميداليتين أسعدتا عاهل البلاد المفدى، الرياضي الأول، الملك محمد السادس حفظه الله، ومعه كل الشعب المغربي لكن دعونا نأخذ بعض الإشارات من رسالتي صاحب الجلالة إلى كل من البقالي وإلى كل أعضاء المنتخب الوطني المغربي الأولمبي لكرة القدم.

لقد تمنى صاحب الجلالة أن يصير البقالي نموذجا لباقي الرياضيين المغاربة من أجل الرفع من مستواهم لغاية وحيدة وهي إعلاء الراية الوطنية خفاقة في المحافل الدولية خصوصا الألعاب الأولمبية.

يقول الملك محمد السادس:

“وإننا إذ نبارك لك هذا الفوز المشرف لك ولبلدك المغرب، لنشيد بغيرتك الوطنية الصادقة وعزيمتك القوية ومثابرتك المعهودة للظفر بهذه الميدالية الأولمبية المرموقة، آملين في أن يمثل إصرارك ونجاحك المتميز نموذجا ملهما للرياضيات والرياضيين الشباب المغاربة للحذو حذوك في سبيل تحقيق إنجازات تشرف الرياضة المغربية وترفع من مكانتها في القادم من مختلف الملتقيات الدولية”.

إن الإشارات في هذه الرسالة الملكية البالغة الأهمية، كلها واضحة، وتدعو الرياضيين المغاربة الآخرين إلى الحذو حذو البقالي، من أجل تشريف الرياضة المغربية في المحافل الدولية وعلى رأسها الألعاب الأولمبية لا المشاركة من أجل المشاركة، أو اعتبار التأهل إلى هاته الألعاب إنجازا أسي فكاك وغيرك من المسؤولين الذين ينطبق عليهم نفس التفكير واللغة.

منذ أول مشاركة للمغرب في الألعاب الأولمبية عام 1960، ظلت ألعاب القوى والملاكمة الرياضتين الوحيدتين اللتين مكنتا المغرب من جل ميدالياته الأولمبية، وكأن المغرب به فقط رياضتان، إلى أن جاءت كرة القدم لتكون ثالث هاته الرياضات التي أحرزت ميدالية أولمبية كذلك خلال النسخة الأخيرة من الألعاب الأولمبية بباريس.
لقد كتبت ذلك في مقال سابق، المغرب يتوفر على 57 جامعة رياضية، كلها منضوية تحت لواء اللجنة الأولمبية الوطنية، فلماذا ننتظر في كل مرة ميداليات من ألعاب القوى والملاكمة فقط.

تخيلوا معي أن من رؤساء الجامعات الأخرى 55 من عمر لأزيد من عشرين عاما في كرسيه وكأنه ليس هناك أحد في المغرب قادر على أن بحركه ليترك فرصة لغيره ممن هم قادرون على تشريف المغرب وإحراز ميدالية في الألعاب الأولمبية.

للأسف هذا الحال، ينطبق على العديد من الجامعات الخاصة بالرياضات الفردية من قبيل المصارعة، سباق الدراجات، التايكواندو، رفع الأثقال، السباحة وغيرها، أما الرياضات الجماعية في استثناء كرة القدم، فنحن لا نشارك فيها أصلا من زمان، إن لم أقل لم يسبق لنا أن شاركنا فيها أصلا في أيتها ألعاب أولمبية.

وحتى جامعة رياضة ألعاب القوى التي نفتخر بها دوما وأبدا، لا يمكن أن تظل مختبئة تحت مظلة البقالي وميدالياتيه الذهبيتين في النسختين السابقتين من الألعاب، فلقد كنا السي أحيزون مختصين من ذي قبل في مسافات عديدة مثل 1500 متر و5000 متر و400 متر حواجز و800 متر و10000 متر و3000 متر موانع وووو.

أما الملاكمة التي كنا نريدها أن تنقذ ماء وجه الرياضة المغربية كما فعلت في بعض الأوقات، فإنها لم تستطع فعل ذلك في نسختي طوكيو وباريس، مما يدعو للقلق بشكل أكبر بشأنها. تخيلوا أنه لم نشارك في نسخة باريس بملاكمين ذكورا واكتفينا بالإناث.

سأحتفظ بهذا المقال جيدا، عساني أحتاجه بعد أربع سنوات إن شاء الله، إن أطال الله في عمري، لأغير فيه بعض الكلمات فقط، ولا أتمنى ذلك صادقا، لأنني أريد أن أغير فيه الكثير إيجابيا، وإن أخذ الله عمري فغيروا فيه كيف ما تشاؤون.

 

مواضيع ذات صلة

10 سبتمبر 2024 - 15:00

شركة باناسونيك اليابانية تنهي رعايتها للأولمبياد

10 سبتمبر 2024 - 12:35

إدريس المرابط في تجربة تدريب جديدة بالدوري اليمني

10 سبتمبر 2024 - 12:34

دوري أبطال إفريقيا.. الرجاء الرياضي يحدد موعد سفره إلى غانا

09 سبتمبر 2024 - 23:00

تهنئة ملكية للبطلة ملاك العلامي لفوزها بلقب في دوري أمريكا المفتوح للتنس

09 سبتمبر 2024 - 22:30

برقيات تهاني ملكية إلى الأبطال المغارية البارلمبيين المتوجين في باريس

09 سبتمبر 2024 - 14:00

بوتسوانا تطالب “كاف” بتأجيل مباراتها أمام مصر

التعليقات 0

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر :عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.