البحيري.. وجه مشرق آخر للكرة المغربية

ما إن انتهت مباراة الزمالك المصري ونهضة بركان، الأحد 19 ماي 2024، بتتويج الزمالك المصري فائزا بلقب كأس الكاف، حتى اتصل بي أحد الصحافيين المصريين من مصر، يطلب رقم ياسين البحيري، الذي وصفه بالمتوج بقلوب المصريين والعالم.

يضيف الوكيل المصري، أحمد عمارة، وهو صحافي رياضي بالشقيقة مصر، البحيري هو صاحب أفضل لقطة بالنسبة إلي في المباراة، بل في المسابقة كلها.

من المؤسف أنني لم أقدر على تلبية طلب الصحافي المصري، لكن اتصاله جعلني أفكر في الأمر جديا، وأعيد لقطة البحيري واللاعب المصري أثناء مباراة الأحد الماضي، مرات ومرات، بل صرت في كل لحظة أترقب المستجدات، وأستطلع آخر الفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي على اختلاف أنواعها، لأستنتج فعلا أن أكبر متوج في عرس الأشقاء، يوم الأحد الماضي، كان فعلا هو نجم نهضة بركان البحيري، وليس الزمالك المصري.

لقد كسبت اللقطة المذكورة الرهان، وصارت هي المشهد الأكثر تداولا على مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة ومنذ الأحد الماضي، إذ باتت تتصدر “ترند” الإنستغرام، وغيره من المواقع التي صارت تشكل في زمننا أول المنافذ لتغيير روتين ما يدور في باقي الإعلام من طرف المتابعين.

أثبت البحيري فعلا، بلقطته، أنه ذلك المغربي الأصيل الشهم، الذي ملأ قلبه بالإيمان والمحبة، وتشبع بطيبوبة وأخلاق “المأصلين” من المغاربة، كيف لا والإخوة في مصر يكادون يجزمون أنه لولا يقظة البحيري في تلك اللحظة، التي كان يسقط فيها لاعب الزمالك وهو يعلو على اللاعب المغربي في الحركة، لكانت روحه عند بارئها، لا قدر الله.

إن كرة القدم، وباقي أنواع الرياضة، لم تنشأ أبدا كما أراد البعض من قبل تاريخيا وسياسيا لتعويض الشعوب عن الحروب والمآسي، بانتصاراتها وهزائمها، بل لزرع قيم نبيلة ونشر السعادة وأصول الأخلاق الحميدة عند الجمهور والرياضيين.

ما فعله البحيري، يوم الأحد، لم يملك به قلوب المصريين فقط، بل المغاربة وكل الجمهور العربي والإفريقي الذي واكب وشاهد ختام مباريات كأس الكاف هذا الموسم على مختلف القنوات العالمية، وهو بذلك تمكن من أن يكون خير سفير للكرة المغربية، وخير ممثل لصورتها الجميلة، وبالتالي فهو بالنسبة إلي ذلك الرياضي الدبلوماسي الأصيل.

لقد أثبتت كرة القدم المغربية علو كعبنا، وهي تصل إلى مصاف أرقى الدول العالمية حينما وصل منتخبنا الوطني الأول إلى نصف النهائي من كأس العالم الأخيرة بقطر، وها هي الآن تبرز وجهها الآخر المشرق، المتسم بالأخلاق الطيبة للاعبين والمدربين قبل النتائج.