شهدت سنة 2004، المشاركة السادسة لكرة القدم المغربية في نهائيات الألعاب الأولمبية، والثانية على التوالي بعد مشاركة اعتبرت كارثية في دورة سيدني 2000.
ومن يتذكر دورة 2004 بالعاصمة اليونانية أثينا، التي أريد لها تنظيم الدورة احتفاء بالذكرى المائوية لتنظيم العاصمة اليونانية لهاته الألعاب، سيتذكر لا محالة الراحل مصطفى مديح، مدرب المنتخب الوطني الأولمبي آنذاك، والذي قاد الأخير إلى المشاركة في هذه النسخة تماما كما فعل سابقه الراحل سعيد الخيدر، أربع سنوات قبل ذلك.
وكان على المنتخب الأولمبي الذي أعفي من الدور التمهيدي لمسار التصفيات، مواجهة منتخب غامبيا في الدور الأول من التصفيات، إذ تفوق المنتخب الوطني المغربي بميدانه في مباراة الذهاب بنتيجة ساحقة بلغت 4-0، قبل أن ينهزم في الإياب ب 3-1.
ويمكن القول إن تشكيلة المنتخب الوطني المغربي ضمت عناصر متميزة من ضمنها من سبق له أن مثل منتخب الكبار وصعد معه إلى المباراة النهائية لكأس أمم إفريقيا بتونس 2004، على غرار جواد الزايري ومروان الشماخ، بينما اعتبر بوعبيد بودن نجم التصفيات كونه كان الهداف رقم واحد للمنتخب الأولمبي، وهي صفة وصل إليها انطلاقا من الهاتريك الذي سجله في مباراة الذهاب أمام غامبيا.
في الدور الثاني، وهو دور المجموعات، سيفوز المنتخب الوطني الأولمبي مرة أخرى بنتيجة 4-0، وهذه المرة على حساب إثيوبيا بالمغرب، قبل التعادل السلبي بأنغولا، بالتعادل الإيجابي بعد ذلك بأوغندا 1-1، والهدف سجله بودن كذلك للأولمبيين المغاربة.
وسيفوز المنتخب الوطني المغربي مباشرة بعد ذلك بالمغرب على أوغندا ب 5-0، من ضمن الأهداف كان هدف بودن أيضا قبل هزيمة مفاجئة بإثيوبيا بهدف في الوقت البدل الضائع من المباراة من توقيع أمين الرباطي ضد مرماه.
وجاء الحسم من المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط في آخر مواجهة عن هذا الدور، حيث فاز الأولمبيون المغاربة على أنغولا بهدفين لواحد، سجلهما معا للأسود الأولمبية بودن من ضربتي جزاء، ليضمنوا بالتالي مشاركة المغرب السادسة في منافسات كرة القدم بالألعاب الأولمبية.
وجاءت المشاركة السادسة للمنتخب الوطني المغربي في نهائيات الألعاب الأولمبية بأثينا 2004 مخيبة للآمال من جديد، لكنها كانت أفضل من سابقاتها بسيدني، برشلونة، ولوس أنجلس نوعا ما على اعتبار تمكن الأولمبيين المغاربة من حصد انتصار وتعادل في الدور الأول الذي غادروه بعد احتلالهم الصف الثالث في مجموعتهم، لذلك كانت تلك المشاركة إلى حدود زمانها ثاني أفضل مشاركة للكرة المغربية في تاريخ الأولمبياد بعد نسخة 1972 بميونيخ.
وخلال المباراة الأولى من نهائيات 2004، تعادل الأولمبيون المغاربة أمام منتخب كوستاريكا سلبيا، وهو التعادل الثالث للمنتخب الوطني المغربي في تاريخ الأولمبياد، والثاني أمام منتخب من منطقة الكونكاكاف بعد التعادل أمام الولايات المتحدة الأمريكية عام 1972 بميونيخ.
في المباراة الثانية، مني المنتخب الوطني الأولمبي بالهزيمة، أمام زملاء كريستيانو رونالدو، نجم المنتخب البرتغالي بهدفين لواحد، حيث سجل هدف المنتخب الوطني المغربي الوحيد، بودن نفسه الذي تألق كهداف في مشوار التصفيات.
المباراة الثالثة والأخيرة للأولمبيين والراحل مديح في تلك النهائيات، كانت أمام المنتخب العراقي الذي خلق المفاجأة في تلك الدورة بإحرازه الميدالية النحاسية للألعاب، وتزعمه للمجموعة الرابعة في دور المجموعات الأول برصيد 6 نقط، على الرغم من هزيمته في آخر مواجهاته عن هذا الدور أمام المنتخب الوطني المغربي بهدفين لواحد، أحدهما كان من توقيع بودن، الذي خرج هدافا أيضا للأولمبيين المغاربة في تلك النسخة مثلما كان في مسار التصفيات إليها.
وخرج المنتخب الوطني المغربي من جديد من الدور الأول لهذه المنافسة تماما كما كان في كل الدورات التي شارك فيها منذ 1972 بميونيخ الألمانية، الدورة الوحيدة التي كان قد اجتاز فيها أسود الأطلس الدور الأول بعد أن كانوا قد خرجوا منه أيضا في دورة 1964 بطوكيو اليابانية.
الدورة كانت شاهدة على أول فوز للمنتخب الوطني المغربي في النهائيات منذ دورة لوس أنجلس بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1984، ومن غريب الصدف أن هذا الفوز جاء أيضا على حساب منتخب عربي.
وتاريخيا، وإلى حدود تلك الدورة فإن المنتخب الوطني المغربي يكون بعد مشاركته في نسخة 2004 قد أدرك 3 انتصارات، وكانت كلها ضد منتخبات أسيوية، وهي ماليزيا 6-0 عام 1972، والمملكة العربية السعودية 1-0 عام 1984، ثم العراق 2-1 عام 2004، و3 تعادلات، ضد كل من الولايات المتحدة الأمريكية عام 1972، كوستاريكا عام 2004 بالنتيجة السلبية نفسها، ثم أمام كوريا الجنوبية بهدف لمثله في نسخة 1992، فيما كانت كل النتائج الأخرى عبارة عن هزائم وصل عددها بنهاية دورة 2004 إلى 14.
التعليقات 0