تعد المشاركة الحالية للمنتخب الوطني الأولمبي المغربي لكرة القدم، الأفضل في تاريخ مشاركاته الثمانية في نهائيات الألعاب الأولمبية، إذ لم يسبق للأسود أن أدركوا أفضل من نتائجها سابقا.
وقبل هاته المشاركة الحالية، كانت نسخة ميونيخ الألمانية عام 1972، أي قبل 52 سنة الأفضل في تاريخ مشاركات المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم في نهائيات الألعاب الأولمبية، حيث كان الأخير قد اجتاز خلالها دور المجموعات الأول بإدراكه لأربع نقاط، غير أنه تعثر في دور المجموعات الثاني وخسر جل مبارياته الثلاث فيه وبحصص قوية.
ففي تلك الدورة، انهزم المنتخب الوطني المغربي الأول في دور المجموعات الأول أمام منتخب ألمانيا الغربية، منظم الدورة، ب 3-0، وتعادل سلبيا في المباراة الثانية أمام المنتخب الأمريكي، قبل أن ينتصر في المباراة الثالثة والأخيرة على منتخب ماليزيا ب 6-0 وهي أقوى حصة فاز بها الأسود في هاته النهائيات حتى الآن، كما أن ذلك الفوز كان الأول تاريخيا في الألعاب بالنسبة للمنتخب الوطني.
وتميزت تلك الدورة كذلك، بإحراز أسطورة الكرة المغربية، أحمد فرس لثلاثة أهداف مما جعله الهداف التاريخي للمنتخب الوطني المغربي في هاته الألعاب.
وفي دور المجموعات الثاني، خسر المنتخب الوطني المغربي جل مبارياته الثلاث وبحصص قوية، أولاها كانت أمام الاتحاد السوفياتي سابقا ب 3-0، وثانيها كانت أمام الدانمارك ب 3-1، وثالثها أمام بولونيا بنتيجة 5-0.
لكن في دورة 2024 بالعاصمة الفرنسية باريس، تمكن المنتخب الوطني المغربي الأولمبي من تزعم مجموعته في الدور الأول برصيد 6 نقاط، أدركها من فوزين، كان الأول أمام منتخب الأرجنتين العتيد، ب2 -1 وبالمناسبة، كان ذلك أول فوز يدركه الأسود أمام منتخب من أمريكا اللاتينية في تاريخ النهائيات، وكان الثاني أمام منتخب العراق الشقيق ب 3-0، وهي ثاني أكبر حصة يفوز بها المنتخب الوطني المغربي في تاريخ النهائيات أيضا.
وخلال هذا الدور، خسر المنتخب الوطني المغربي مباراته الثانية بحصة 2-1 أمام منتخب أوكرانيا لتتكرس عقدة الأسود مع منتخبات القارة الأوروبية في تاريخ هذه النهائيات، إذ لم يسبق للمنتخب الوطني أن فاز على أي منها سابقا.
وفي مباريات الدور الأول، سجل سفيان رحيمي أربعة أهداف، ليعتلي صدارة هدافي المنتخب الوطني المغربي تاريخيا في النهائيات.
وبفوز اليوم الثلاثاء 30 يوليوز 2024، على المنتخب العراقي، تكون هي المرة الثانية التي يفوز فيها المنتخب الوطني المغربي على المنتخب العربي نفسه في نهائيات الألعاب الأولمبية بعد دورة 2004 بأثينا اليونانية، التي تفوق خلالها أشبال الراحل مصطفى مديح في تلك المباراة بنتيجة 2-1 غير أنهم لم يجتازوا دور المجموعات الأول.
وبفعل فوز اليوم الثلاثاء كذلك، يكون المنتخب الوطني الأولمبي قد أدرك انتصاره الخامس في مساره تاريخيا ضمن نهائيات الألعاب الأولمبية، بعد الفوز على ماليزيا عام 1972 ب 6-0، والفوز على السعودية عام 1984 بلوس أنجلس الأمريكية ب 1-0، والفوز على العراق نفسه عام 2004 بأثينا اليونانية ب 2-1، والانتصار على الأرجنتين في محطة باريس 2024 ب 2-1.
والغريب أن أكبر عدد من الانتصارات للمنتخب الوطني المغربي في نهائيات الألعاب الأولمبية كان على حساب المنتخبات الأسيوية بحصة أربعة انتصارات، منها 3 على منتخبات عربية، اثنان منهما ضد المنتخب العراقي نفسه.
ويسعى المنتخب الوطني المغربي الأولمبي، لأن يصبح أول منتخب عربي يحرز ميدالية في نهائيات الألعاب الأولمبية، والمحطة المقبلة تتمثل في اجتياز مرحلة ربع النهائي (الدور الثاني) الذي بات يقام من مباراة لخروج المغلوب فقط، عكس دورة 1972 التي كان فيها الدور الثاني عبارة عن دور المجموعات أيضا.
وسبق لمنتخبي مصر والعراق أن وصلا إلى نصف النهائي في تاريخ الألعاب الأولمبية غير أنهما فشلا في الحصول على الميدالية النحاسية على الأقل.
الأكثر من ذلك، فطموح رفاق أشرف حكيمي، يتعدى الميدالية البرونزية، إذ يسعون لمطابقة إنجازي المنتخبين الإفريقيين، النيجيري والكاميروني، الحائزين على ذهبيتي دورتي 1996 في أتلانتا الأمريكية، وسيدني الأسترالية عام 2000 تواليا.
التعليقات 0