مركز المدافع الأوسط.. أي اختيارات للركراكي؟

يترقب الجمهور المغربي بشغف، إعلان وليد الركراكي، الناخب الوطني، عن تشكيلة الأسود لمباراتي شتنبر المقبل ضد كل من الغابون والليسوطو، برسم تصفيات كأس أمم إفريقيا 2024 التي سيحتضن نهائياتها المغرب.
وبينما يقول البعض بإمكانية توجيه الدعوة إلى جل لاعبي المنتخب الوطني الأولمبي لهاتين المباراتين احتفاء بهم بعد الميدالية البرونزية التاريخية التي أدركوها في دورة الألعاب الأولمبية الأخيرة بالعاصمة الفرنسية باريس، يرى البعض الآخر أن مباراتي شتنبر المقبل، وعلى الرغم من طابعهما الودي بالنظر إلى تأهل المنتخب الوطني المغربي إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا بصفته البلد المنظم، ستشكلان فرصة للناخب الوطني للشروع في ضخ دماء جديدة بصفوف المنتخب الوطني المغربي وتحضيره من الآن للنهائيات والمنافسات الرسمية المقبلة بما في ذلك كأسي أمم إفريقيا 2025 والعالم 2026.
لكن المؤرق بالنسبة إلى الناخب المغربي، هو تحديد القائمة الرئيسية للاعبين الذين ستوجه إليهم الدعوة لمعسكر الشهر المقبل، بالنظر إلى كون الفترة الحالية تأتي مع انطلاقة معظم البطولات والدوريات العالمية وبالتالي فهناك من اللاعبين من لا يزال من دون تنافسية.
ويعتبر مركز المدافع الأوسط الأهم في الوقت الراهن بالنظر إلى أن معظم المراكز الأخرى تشهد وجود العديد من الأسماء الدولية المغربية المحترفة التي انطلقت في الظهور بشكل رسمي مع أنديتها بأوروبا خصوصا، سواء تعلق الأمر بلاعبي المنتخب الوطني الأول أو الأولمبي.
ومن ضمن جل الدوليين المغاربة المحترفين بالخارج، لم يحضر إلى حدود الساعة سوى لاعبين في مركز المدافع الأوسط خلال الأسابيع الأخيرة بصحبة الأندية الأوروبية والخارجية.
يتعلق الأمر هنا، بكل من عبد الكبير عبقار، الذي شارك الجمعة الماضي 16 غشت 2024 في أول جولة برسم الليغا الإسبانية رفقة ناديه ديبورتيفو ألافيس بمردود متوسط، ويونس عبد الحميد الذي شارك أساسيا رفقة ناديه الجديد، سانت إيتيان، الذي انتقل إليه خلال الميركاتو الصيفي قادما من رانس، علما أن اللاعب الذي تجاوز سن 36، لم يتم توجيه الدعوة إليه منذ نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة بكوت ديفوار.
وبينما لم ينطلق دوري روشن السعودي بعد، وبالتالي ننتظر أول حضور للقائد رومان سايس رفقة الشباب السعودي، هذا إن كان مستمرا معه، فإن شادي رياض، المنتقل حديثا إلى صفوف كريستال بالاس بالبريميرليغ، لم يظهر بعد في التشكيلة الأساسية لفريقه وغاب عن مباراة الجولة الأولى نهاية الأسبوع الماضي.
الأمر نفسه ينطبق على نايف أكرد، الذي ذكرت مصادر إعلامية أنه يوجد حاليا بالمملكة العربية السعودية قصد التفاوض بشأن انضمامه إلى أحد الأندية هناك.
وفي الدوري الفرنسي الممتاز، الليغ 1، غاب أشرف داري عن صفوف فريق بريست في الجولة الأولى نهاية الأسبوع الماضي، وظل حبيس دكة البدلاء في انتظار معرفة مصيره بالفريق.
وعلى صعيد دوليي المنتخب الأولمبي، فلم يظهر أثر للمدافع المهدي بوكامير في دفاعات نادي شارلوروا البلجيكي طيلة الأربع جولات الأولى من الدوري البلجيكي الممتاز، الجوبلير ليغ.
من جهته، يعاني أسامة العزوزي، مدافع نادي بولونيا الإيطالي من الإصابة والتي ستبعده عن الميادين طيلة الأسبوعين المقبلين مما يجعله غير متاح كذلك للركراكي في شتنبر المقبل.
من هذا المنطلق، تبدو حظوظ أكرم النقاش، المدافع الدولي الأولمبي، المنتقل حديثا إلى صفوف الجيش الملكي، وافرة للصعود إلى المنتخب الأول في التشكيلة المقبلة لشهر شتنبر، علما بأن مستوى اللاعب كان جيدا للغاية طيلة مساره صحبة الأولمبيين في باريس مؤخرا، كما أن فريقه بدأ منافساته رسميا في الموسم الجديد بخوضه الدور التمهيدي لدوري أبطال إفريقيا بنيجيريا.
في الآن ذاته، لم تنطلق المنافسات في المغرب رسميا، وبالتالي يصعب التنبؤ بوجود لاعبي الدوري الوطني الاحترافي في تشكيلة الأسود المقبلة، بما في ذلك لاعبي وسط الدفاع على غرار عادل تاحيف، مدافع نهضة بركان، الذي شارك مؤخرا في دورة باريس الأولمبية.
الأمر نفسه ينطبق كذلك، وكما أشرنا إلى ذلك من قبل، على دوري روشن السعودي، الذي لم ينطلق بعد وبالتالي لم نتابع أيضا بعد جواد الياميق، مدافع الوحدة السعودي الذي لم يشارك مع الأسود منذ فترة ما قبل كأس أمم إفريقيا 2023 بكوت ديفوار.
أما بدر بانون، مدافع نادي قطر القطري، فقد شارك رفقة فريقه في انطلاقة دوري نجوم قطر هذا الموسم، غير أنه حصد هزيمتين قويتين خلال أول جولتين ب 6-1 و 5-1.
ويبرز اسم جديد لم يسبق أن تم توجيه الدعوة إليه، يتعلق الأمر بصاحب الجنسية المزدوجة، الفرنسية والمغربية، نبيل أبيردين، لاعب خيتافي الأسباني، والذي ظهر أساسيا في تشكيلة فريقه في أول جولة من جولات الليغا الإسبانية نهاية الأسبوع الماضي.
وخاض أبيردين المباراة في مركز وسط الميدان الدفاعي، إلا أن المركز الذي يشغله أساسا هو مركز المدافع الأوسط وبالتالي يمكن الاستعانة بخدماته، وهو الذي تشير بعض المصادر الإعلامية، إلى موافقته على تمثيل الأسود مستقبل بدلا عن المنتخب الفرنسي الذي لعب لفئاته العمرية من قبل.