كيف نجح المغرب في الصعود إلى باريس والفوز على الأرجنتين

انطلق المنتخب الوطني الأولمبي لكرة القدم بقوة وهو يفوز على المنتخب الأولمبي الأرجنتيني في أولى مباريات دورة باريس 2024 للألعاب الأولمبية، يوم الأربعاء 24 يوليوز 2024، بمدينة سان إيتيان الفرنسية.

وبالعودة إلى مسار هذا المنتخب، الذي نجح في هزم منتخب بلد يعتبر بطلا للعالم عند الكبار، نجد أنه كسب ورقة مروره للمرة الثامنة إلى نهائيات الألعاب الأولمبية بعد تتويجه بلقب النسخة الرابعة من كأس أمم إفريقيا لأقل من 23 عاما، والتي احتضنتها المملكة المغربية العام الماضي.

ولم يخض المنتخب الوطني الأولمبي تصفيات كأس أمم إفريقيا 2023 التي احتضنها المغرب، على اعتبار أنه مؤهل بشكل مباشر بفعل التنظيم، علما بأنه في المرة الأولى التي احتضن فيها المغرب هذه المنافسة عام 2011، تم إقرار تنظيمها لأول مرة عند الانتهاء من مراحل التصفيات الأولى، والتي أهلت آخر 8 منتخبات، لتسند إلى المغرب كواحد من هذه الدول الثمانية مهمة تنظيم المسابقة، والتي بلغ فيها المنتخب الوطني الأولمبي آنذاك المباراة النهائية، وتمكن بفعل ذلك من التأهل للمشاركة السابعة تاريخيا في نهائيات الألعاب الأولمبية.

واستهل المغرب تنظيمه للنسخة الرابعة من كأس أمم إفريقيا لأقل من 23 عاما 2023، بفوز على منتخب غينيا الأولمبي بهدفين لواحد، بعد أن كان منهزما بهدف وحيد، قبل أن يعدل عبد الصمد الزلزولي، أفضل لاعب في النهائيات، الكفة من ضربة جزاء في الدقيقة 68، ويسجل بعدها ضربة جزاء ثانية في الوقت بدل الضائع منحت أول 3 نقاط للأولمبيين المغاربة في هذه التظاهرة.

وفي المباراة الثانية، فاز المنتخب الوطني الأولمبي بنتيجة ساحقة على منتخب غانا ب 5-1، سجل منها يانيس البكراوي، هدفين، واسماعيل الصيباري هدفا، والزلزولي هدفا وأمير ريدشارتدسون هدفا أيضا.

ويغيب كل من البكراوي والصيباري، وهما من نجوم دورة كأس أمم إفريقيا لأقل من 23 عاما العام الماضي، وممن صنعوا تأهل المنتخب الوطني الأولمبي إلى دورة باريس الأولمبية، وذلك بسبب مشكل واجه العديد من النجوم المغاربة، ويتمثل في عدم تسريحهم للمشاركة في هاته النهائيات من طرف أنديتهم.

ويلعب الصيباري لنادي بي إيس في ايندهوفن الهولندي، أحد أشهر الأندية بالدوري الهولندي الممتاز، إيريديفيزي، واعتبر أحد أبرز لاعبيه الأساسيين في الموسم الماضي.

بدوره، انتقل البكراوي خلال الميركاتو الصيفي الحالي من نادي تولوز الفرنسي إلى نادي إستوريل برايا بالدوري البرتغالي الممتاز، وهو الانتقال الذي لم يسمح الدولي المغربي بالمشاركة في الأولمبياد.

وليس اللاعبان الصيباري والبكراوي الوحيدان اللذين شملهما هذا المنع، إذ لم يسمح نادي كريستال بالاس الممارس بالدوري الإنجليزي الممتاز، البريميرليج، لمدافعه الدولي المغربي شادي رياض بالمشاركة في الأولمبياد، بفعل انتقاله إليه مؤخرا فقط، وهو الذي كان أساسيا في تشكيلة الناخب الوطني عصام الشرعي في نهائيات كأس أمم إفريقيا.

وفي المباراة الثالثة، التي كانت شكلية فقط، على اعتبار ضمان الأولمبيين المغاربة لوصولهم إلى المربع الذهبي من منافسات كأس أمم إفريقيا 2023، فاز المنتخب الوطني الأولمبي على نظيره من الكونغو برازافيل بهدف وحيد، سجله لاعب تفينتي الهولندي، يونس طه الإدريسي، وهو أيضا غائب عن النهائيات بباريس، بفعل اختيارات الناخب الوطني الجديد طارق السكتيوي، الذي عوض الشرعي مباشرة بعد كأس أمم إفريقيا لأقل من 23 سنة.

وفي مباراة نصف النهائي، والتي جرت بالمجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، تغلب المنتخب الوطني المغربي على نظيره المالي بالضربات الترجيحية 4-3، بعد نهاية الوقت الأصلي للمباراة والشوطين الإضافيين بنتيجة التعادل الإيجابي 2-2، حيث سجل للمنتخب الوطني المغربي كل من زكريا الواحيدي، الظهير الأيسر الأساسي في نهائيات باريس 2024، والمهاجم أمين الوزاني، وهو أيضا ممن أصابهم المنع من ناديه من المشاركة في النهائيات.

وانتقل الوزاني، أيضا، خلال الميركاتو الصيفي الحالي من نادي غرونوبل الفرنسي إلى صفوف نادي سبورتينغ براغا بالقسم الممتاز البرتغالي، لكن النادي البرتغالي فضل الإبقاء على لاعبه للتحضير للموسم المقبل.

وفي المباراة النهائية، ودائما على أرضية الملعب نفسه، سيفوز المنتخب الوطني الأولمبي على نظيره المصري بهدفين لواحد، مهديا المغاربة أول لقب إفريقي على صعيد هذه الفئة بعد الفشل في النسخة الأولى بالمغرب دائما عام 2011 عندما اكتفى الأولمبيون المغاربة بالوصافة والميدالية الفضية.

وسجل هدفي المنتخب الوطني الأولمبي في تلك المباراة النهائية، كل من البكراوي، وأسامة ترغالين، والذي تمكن بعد ذلك من الصعود إلى المنتخب الأول في آخر مباراتين رسميتين لأسود الأطلس بقيادة مدربهم وليد الركراكي، على الرغم من عدم ظهوره في التشكيلة بعد.

وترغالين هو من الحاضرين، بل الأساسيين حاليا في تشكيلة السكتيوي بأولمبياد باريس، وهو خريج أكاديمية محمد السادس، سبق له اللعب أيضا بداية من 2020 بصفوف رديف أولمبيك مارسيليا الفرنسي، قبل أن يتم تصعيده إلى الفريق الأول موسما بعد ذلك، حيث انتقل منه كمعار إلى نادي ألانياسبور التركي في موسم 2022-2023، ليوقع في موسم 2023-2024 بصفوف نادي لوهافر الفرنسي.