“عَيْنٌ هُنا وأُذُنٌ هُناك”.. هذا هو الشعار المرتقب أن تسلكه “10 فرق” للبطولة الاحترافية بقسميها الأول والثاني، نهاية الأسبوع الجاري، وتحديدا يومي غد الجمعة وبعد غد السبت، وهي تخوض الجولة الـ30 والختامية، في ظل تواصل الصراع في ما بينها إلى غاية الثواني الأخيرة من المنافستين، سواء على مستوى المقدمة أو أسفل الترتيب.
ولن تكون الفرق الـ10 جميعها (5 فرق عن كل قسم) في راحة طيلة الـ90 دقيقة من مبارياتها، بحكم حاجتها إلى تركيز “أعينها” على الفوز، مع إطلاق “آذانها” لمعرفة أخبار نتائج منافسيها، في الآن نفسه، سعيا إلى تحقيق المراد، واختتام الموسم الرياضي بما يُرضي جماهيرها التي ستكون، بدورها، أكثر تعلقا بهذه المواجهات المعنية على نحو يحبس الأنفاس.
على صعيد البطولة الاحترافية الأولى، تجد 5 فرق أنفسها أمام الرهان الأخير لبلوغ تحدياتها، على تباينها وتناقضها؛ إذ يقف فريقا الرجاء الرياضي (المتصدر بـ69 نقطة) والجيش الملكي (الوصيف بـ68 نقطة) عند آخر محطة كفيلة بوضع أحدهما على بوديوم التتويج بدرع البطولة. فيما ستكون ثلاثة فرق آخرى، وهي مولودية وجدة (25 نقطة) وشباب السوالم (24 نقطة) وشباب المحمدية (24 نقطة)، أمام آخر فرصة في ضمان البقاء لاثنين منها، مقابل سقوط حتمي لأحدها إلى الدرجة الثانية، رفقة يوسفية برشيد النازل سلفا.
وبحكم أن مصير الرجاء الرياضي يوجد بين يديه للتتويج بدرع البطولة، فإن “عينه” ستكون مركزة أكثر على مباراته أمام مضيفه مولودية وجدة، من أجل الفوز الذي سيغنيه، في حال تحقيقه، عن استعمال “أذنه” بخصوص نتيجة منافسه الجيش الملكي، لكن غير ذلك سيضطر الفريق البيضاوي إلى ترقب تعثر نظيره العسكري في ديربي الرباط أمام الفتح الرياضي؛ حيث سيكون العساكر مضطرين إلى تركيز “أعينهم” مع مباراتهم ضد الجار الفتح بغية الفوز، مع إطلاق “آذانهم” على مباراة الرجاء بوجدة، ترقبا لسقوط “النسر الأخضر”.
وبخصوص الثلاثي المتصارع من أجل البقاء وتجنب معانقة يوسفية برشيد نحو هُوّة القسم الثاني، فإن فريق مولودية وجدة، في حال فوزه على الرجاء، سيفلت بجلده من مخالب النزول، رسميا، ودون الالتفات إلى نتيجتي خصميه الآخرين، شباب المحمدية وشباب السوالم، المضطرين إلى خوض مباراتيهما، أمام اتحاد طنجة ويوسفية برشيد، تواليا، عبر الرضوخ لشعار “عَيْنٌ هُنا وأُذُنٌ هُناك”.
وعلى غرار ما سبق ذكره، ستكون 5 فرق في البطولة الاحترافية الثانية على المحك، أيضا، دفاعا عن أحلامها، الموزعة بين الصعود والهبوط؛ إذ في الوقت الذي تتنافس فيه الدفاع الحسني الجديدي (51 نقطة) والاتحاد الإسلامي الوجدي (49 نقطة) والكوكب المراكشي (48 نقطة) على البطاقة المتبقية لمرافقة النادي المكناسي (58 نقطة) إلى القسم الاحترافي الأول، يجد فيه فريقا الاتفاق المراكشي (27 نقطة) والوداد الفاسي (26 نقطة) نفسيهما أمام رهان تحقيق البقاء لأحديهما، مقابل مصاحبة الآخر لجمعية سلا (24 نقطة) صوب متاهات القسم الوطني هواة.
ويتقاسم فريقا الدفاع الحسني الجديدي والاتفاق المراكشي وجود مصيريهما بين أيديهما في بلوغ حلمي الصعود والبقاء، تواليا، في حال فوزهما على أولمبيك الدشيرة وأولمبيك خريبكة خارج قواعدهما، بيد أن إحراز غير ذلك سيجعلهما أمام حتمية “ضياع تركيز الأعين” مقابل “إطلاق الآذان” لمعرفة نتائج باقي منافسيهما، الكفيلة وقتئذ بتحديد المصير.
وبخلاف ذلك، فإن فريقي الاتحاد الإسلامي الوجدي والكوكب المراكشي، وفي ظل ما تبقى لديهما من “نسبة حظوظ الصعود”، فإنهما ملزمان، أولا، بالفوز في مباراتيهما على شباب المسيرة وشباب بنجرير، تباعا، مع انتظار هدايا خارجية، مثلما أن وداد فاس يجد نفسه مطالبا بالفوز دون سواه، مع ترقب تعثر الاتفاق المراكشي بخريبكة؛ وهو ما يعني أن الفرق الثلاثة المذكورة (اليوسمو والكاسم والواف) سترضخ حتما إلى التعلق بشعار “عَيْنٌ هُنا وأُذُنٌ هُناك”.
التعليقات 0