فرض الإطار المغربي الحسين عموتة اسمه ضمن “قائمة الأخبار السارة” لدى عشاق كرة القدم داخل المملكتين الشقيقتين؛ سواء المملكة الأردنية بحكم براعته في كتابة تاريخ كروي جديد لمنتخب “النشامى”، أو المملكة المغربية، استنادا إلى شرف الانتماء الوطني، وما يعنيه ذلك من فخر واعتزاز لدى المغاربة إزاء ما حققه مواطنهم، إبن مدينة الخميسات المغربية.
لم تكن طريق الرجل في درب المشوار القاري مفروشة بالورود؛ بل إن ما حققه من نجاح كان ثمرة عمل واجتهاد، ونتاج ذكاء وصبر، أيضا، في تخطي الأشواك والانتقادات، دون أن يأبه بما يُثار، قبل تأكيده بأنه لم يخطئ المسار. وهاهو الحسين يُحسن التقدير، مانحا للأردنيين حُسن الخاتمة، بالارتقاء بهم نحو المشهد الختامي، نهائي الحلم الآسيوي، في إنجاز غير مسبوق في تاريخ منتخب “النشامى”؛ بل إنه أوفى الميزان بالتفوق عبر المحطات الست، ريثما تكون السابعة ثابتة في تثبيت الكأس الغالية، مؤكدا للمشككين والمنتقدين أن “تعثرات” النزالات الودية، لم تكن سوى مجرد محطات إعدادية وتجريبية، تأهبا لموعد العرس الأسيوي الأهم، ليس إلا.
ومن حق الأردنيين، صغارا وكبارا، إطلاق العنان للأفراح والاحتفالات في كل ربوع الأردن، والتغني والفخر بما أنجزه هذا “الأسد الأطلسي”، المدرب المغربي المشهود له بالكفاءة المهنية العالية، رفقة طاقم تقني مغربي مشكل من هشام الإدريسي ومصطفى الخلفي وحسن لوداري، مثلما يحق للأطفال والشباب الهاشميين بمناداته بـ”العم” عموتة، اعتزازا منهم بما أتاهم الحسين من حسنات، في صيغة نتائج مثيرة وحصيلة مبهرة، لم تكن في البال ولا في الحسبان.
الحسين عموتة.. بدأ شغفه الكروي لاعبا بالاتحاد الزموري للخميسات، فريق مسقط الرأس، ثم الفتح الرباطي، والشارقة الإماراتي والسد القطري، قبل تعليق حذاء اللاعب، وارتداء بدلة المدرب، باصما عن محطات مميزة على مستوى الأندية والمنتخبات. وأينما حل وارتحل، كان عموتة، المتشبع بثقافة الفوز وتكريس التفوق، يرسم وشما واضحا ويترك أثرا راسخا، بدليل ما حصل عليه من ألقاب وإنجازات، على تعددها وتنوعها، سواء مع الأندية أو المنتخبات.
وبصرف النظر عن إنجازاته الجماعية والفردية لاعبا، فقد توج مدربا بالبطولة المغربية وكأس العرش وكأس إفريقيا لمنتخبات المحليين “الشان”، ودوري أبطال إفريقيا وكأس “الكاف”، فضلا عن كأس أمير قطر ودوري نجوم قطر وكأس السوبر القطري، قبل تحقيق “الإنجاز” في بلوغ نهائي آسيا، وانتظار ملحمة “الإعجاز” بإحراز لقب القارة.
كامل التوفيق للإطار الوطني المغربي عموتة، وخالص التهاني للأردنيين على حُسن اختيارهم للحسين مدربا ومهندسا لملحمة “النشامى”..
التعليقات 0