رافائيل نادال.. العبقري الذي خدع الجميع

رافائيل نادال، الذي أعلن صباح هذا اليوم نهاية مسيرته الرياضية، ليس فقط أحد أعظم لاعبي التنس في التاريخ، بل هو أيضاً “خادع” بارع، لا بمعنى الغش، بل في كيفية مفاجأته للجميع. من طفولته البريئة في ماناكور إلى اعتلائه قمة التصنيف العالمي، نجح نادال في جعلنا نصدق أموراً لم تكن حقيقية في كثير من الأحيان.

البداية مع الخيال

عندما كان نادال طفلاً، اعتاد عمه توني نادال، مدربه الأسطوري، أن يمزح معه، مقنعاً إياه بامتلاكه قوى سحرية. وفي إحدى المرات، بينما كانا يشاهدان مباراة تنس على التلفاز، قال توني: “سأجعل هذا اللاعب يُصاب”.

وعندما انسحب اللاعب بالفعل، اعتقد نادال الصغير أن عمه هو السبب!

الخدعة الكبرى: نادال ليس أعسرًا!

على الرغم من أن الجميع يعرفون نادال كـ”اللاعب الأعسر”، إلا أن الحقيقة هي أنه يمارس معظم نشاطاته اليومية باليد اليمنى. يعود السبب إلى اعتقاد توني نادال الخاطئ في طفولته بأن نادال أعسر، وهو ما جعله يتدرب على اللعب بيده اليسرى، وبهذا أصبح أحد أفضل اللاعبين في التاريخ وهو يلعب بيد غير يده المسيطرة!

ملك الأرض… وملك الأسطح الأخرى

مع 14 لقباً في رولان غاروس و63 بطولة على الملاعب الترابية، لا شك في أن نادال هو أعظم لاعب على هذه السطحية. ومع ذلك، خدع نادال الجميع مرة أخرى بفوزه ببطولات أخرى مثل ويمبلدون (مرتين) وأمريكا المفتوحة (أربع مرات) وأستراليا المفتوحة (مرتين)، ليصبح “ملك كل الأسطح” رغم تسميته بـ”ملك الأرض”.

وعلى عكس غريمه روجر فيدرر الأنيق، الذي دائماً ما ظهر بمظهر سلس وغير متعرق، بدا نادال دائماً وكأنه يعتمد على قوته البدنية وحيويته. لكن الحقيقة أن نادال يمتلك موهبة طبيعية مذهلة، وهو ما أثبته من خلال حصده لـ92 لقباً، و22 بطولة جراند سلام، وأكثر من 20 عامًا من النجاح في التنس.

المعجزة المستمرة

أثبت نادال مراراً وتكراراً قدرته على العودة من إصابات وصعوبات مستحيلة، مثل نهائي أستراليا المفتوحة 2022 عندما كان قريباً من الخسارة أمام منافس أصغر سناً، لكنه قلب الطاولة وفاز بالمباراة والبطولة.

حتى عندما كان يلعب مصاباً، مثلما حدث في رولان غاروس 2022، حيث فاز بالمباراة النهائية رغم خوضه المباريات بقدم مخدرة، أظهر نادال مرة أخرى أن قوته العقلية والتزامه هما ما يجعله أسطورة حقيقية.

ورغم كل هذه “الخدع”، الحقيقة أن رافاييل نادال هو أعجوبة التنس، ولن يُنسى في سجلات هذه الرياضة. هو ليس فقط “ملك الأرض” بل هو أسطورة لا تتكرر في عالم الرياضة.