يوشك الميركاتو الصيفي على الانتهاء في مختلف الدوريات العالمية، وهو ما يجرنا للحديث عن دوليينا المغاربة ومحطاتهم المقبلة في مسارهم الكروي.
أبرز ما طبع انتقالات الدوليين المغاربة في هذا الميركاتو، هو ما أعتبره شخصيا رجولة بمعنى الكلمة من طرف البعض منهم، الذين قاوموا الإغراءات ورضخوا لمطلب القلب والشعب، إذ ليس بالسهل عل أي شخص كان أن يرفض ملايين الدولارات في سبيل الحفاظ على مكانته بالمنتخب الوطني المغربي.
بالأمس، غادر عز الدين أوناحي، النجم المغربي الذي توسم فيه الجميع خيرا، وحتى الأجانب، معسكر المنتخب الوطني المغربي استعدادا لمباراتي الغابون والليسوتو، لينتقل للتوقيع على عقد إعارته الجديد رفقة باناتينايكوس اليوناني.
النجم المغربي، الذي أبهر بمستواه يوما ما لويس إنريكي، مدرب المنتخب الإسباني، في مونديال قطر 2022، آثر التوقيع على عقد إعارة للبقاء بأوروبا عوض الذهاب إلى الخليج وما قد ينتج عنه من فقدان لمكانته بصفوف المنتخب الوطني الأول، الذي يعول على كل ركائزه للظفر بلقب كأس أمم إفريقيا 2025 بأرض الوطن.
تعلمون ما كمية الضغط التي تلقاها أوناحي من قبل أولمبيك مارسيليا؟ لقد فعلوا كل شي لكي يقبل أوناحي بعرض نادي السد القطري، لما في ذلك من أموال طائلة كانت ستهطل كالمطر على الفرنسيين. فقط هنا نشير إلى أن القطريين اقترحوا على أوناحي عقدا براتب سنوي يصل إلى سبعة ملايين يورو، ولمدة خمس سنوات، وهذا معناه ما مجموعه 35 مليون يورو عبارة عن رواتب فقط.
اليوم فهم الجميع، ومنهم الأساسيون بالمنتخب الوطني المغربي، خصوصا ممن حضروا بكأس العالم 2022 وكأس أمم إفريقيا الأخيرة بكوت ديفوار، أن الذهاب إلى الخليج بات معناه إمكانية كبيرة لفقدان المكانة بالمنتخب الأول، ونتمنى أن يكون سايس قد استوعب الرسالة من عدم المناداة عليه لآخر معسكر تدريبي، رغم أن ناديه أعلن عن حضوره بشكل رسمي عبر صفحته الرسمية أياما قليلة قبل أن يعقد وليد الركراكي، الناخب الوطني، ندوته الصحفية، للإعلان عن قائمته لمباراتي الغابون وليسوتو.
لقد صار سايس من دون فريق لحدود اللحظة، ولازال في بحث عن فريق للشروع في كسب التنافسية، لكن إذا ما فعل ووقع لفريق آخر من الخليج فقد يحكم عليه ببدء مشوار تدريبي عما قريب بدل البقاء كلاعب.
وعلى النقيض من سايس، فإن بوفال سفيان، نجم الأسود، فضل العودة لأوروبا من بوابة فريق يونيون سانت جيلواز بالقسم الممتاز البلجيكي، بدلا عن البقاء في الخليج، إذ قضى الفترة كلها منذ مونديال 2022 وإلى الآن ضمن صفوف فريق الريان القطري.
خطوة أكثر من رائعة يقدم عليها شارع المراوغات، بوفال الذي لازال الجمهور المغربي تواقا لرؤيته في “الفورما” ضمن صفوف المنتخب الوطني المغربي، ولو مع تقدمه في السن، إذ يصعب إيجاد بديل له لطالما لازال قادرا على العطاء، بطبيعة الحال لكل الأجنحة اليسرى المغربية المتلألئة بأوروبا.
ولا يسعنا إلا أن نتمنى أن يحدو حكيم زياش حدو أوناحي، بوفال ونايف أكرد، ويظل بأوروبا حتى لا يفقد مكانته هو الآخر في صفوف المنتخب الوطني المغربي الذي هو بأمس الحاجة إليه، فما قلته عن بوفال أقوله أيضا عن هذا المايسترو الملهم، بطبيعة الحال مع كل الاحترام والمتمنيات بالأفضل لكل الأجنحة اليمنى الأخرى الموجودة.
ذكرت أكرد، وهو مثال حي لما قلته عن الآخرين، فاللاعب لم يرد أيضا التوقيع لأي نادي سعودي أو خليجي على الرغم من وجود الإهتمام الكبير بشأنه، بل ارتأى البقاء بأوروبا ولو على سبيل الإعارة إلى ريال سوسيداد الإسباني.
وأستحضر أيضا هنا بقاء أيوب الكعبي بصفوف فريقه أولمبياكوس اليوناني، ورحيل يوسف النصيري إلى فنربخشة التركي ومجاورته لسفيان امرابط، وانتقال طارق تيسودالي إلى باوك اليوناني، وكلهم متأكد أنهم تلقوا عروضا يسيل لعابهم لها من الخليج.
التعليقات 0