ستكون المنتخبات والأندية الوطنية على موعد مع التاريخ، بحول الله، خلال سنة 2025، للاستمرار في تلميع صورة المملكة الشريفة، حينما تدخل غمار منافسات عالمية وقارية جديدة.
والواقع أنه لم يشهد التاريخ من قبل هذا الكم من المشاركات العالمية والقارية في سنة واحدة لكرة القدم المغربية، ونتمناها أن تكون سنة حافلة بالأمجاد تحدو حدو سابقاتها 2022، 2023، 2024 التي شهدت وصول المنتخب الوطني المغربي الأول إلى القمة العالمية كأول منتخب إفريقي وعربي يصل إلى نصف النهائي لكأس العالم، وكان ذلك بقطر، والمنتخب الوطني الأولمبي إلى عرش الكرة الإفريقي بفوزه باللقب القاري بالمغرب، ثم الميدالية البرونزية التاريخية في الألعاب الأولمبية بباريس لأول مرة في تاريخ الكرة المغربية كذلك.
وقبل 2025، هناك حفل جوائز الكاف بمراكش، قبلة جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، فيفا، وباريس موتسيبي، رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم وجل رؤساء الاتحادات الكروية بالبلدان الإفريقية المنضوية تحت لواء الكاف.
وننتظر هذا الحفل بشغف، كما ننتظر منه أن يتوج لاعبنا وبطلنا أشرف حكيمي، المحترف المغربي بصفوف باريس سان جيرمان الفرنسي، بالكرة الذهبية القارية لأفضل لاعب في السنة، ليكون خامس لاعب مغربي في التاريخ يحرز هذه الكرة الذهبية بعد كل من أحمد فرس عام 1976، محمد التيمومي عام 1985، بادو الزاكي عام 1986، ومصطفى حجي عام 1998.
وقبل 2025، هناك أيضا رهان الأندية الوطنية على المستوى القاري، إذ تخوض ثلاثة منها المنافسات القارية هذا الموسم، منها اثنان بدور المجموعات لدوري أبطال إفريقيا، وهما الرجاء الرياضي والجيش الملكي والموجودان في المجموعة ذاتها، مع أفضلية العساكر بعد ثلاث جولات، ونهضة بركان، كممثل المغرب الوحيد في دور مجموعات كأس الكاف، والذي يعد أبرز المرشحين للظفر بها للمرة الثالثة في تاريخه، والكرة الثامنة في تاريخ كرة القدم المغربية.
هذه المنافسات القارية سيتواصل مع مطلع سنة 2025، على أن تكتمل قبل يونيو المقبل على أمل أن تمنح المغرب لقبا أو لقبين، لم لا، وبالتالي فرصة متابعة سوبر إفريقي بنكهة مغربية خالصة على أرض المملكة العربية السعودية، للمرة الثانية في تاريخ الكرة الإفريقية بعد المباراة الشهيرة بين الوداد الرياضي ونهضة بركان على أرضية المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط قبل سنتين وأكثر بقليل، والتي كانت قد آلت إلى تتويج البراكنة بالسوبر القاري لأول مرة في تاريخهم.
وفي شهر فبراير المقبل، ستكون أعين القارة السمراء متجهة إلى ثلاث دول هي أوغندا، كينيا وتانزانيا وهي تحتضن كأس بطولة إفريقيا للاعبين المحليين الشان، والتي ستشهد مشاركة المنتخب الوطني المغربي لأقل من 25 عاما في محاولة للظفر باللقب الثالث للكرة المغربية على مستوى هذه المنافسة القارية بعد نسختين 2018 بالمغرب و2020 (أقيمت مطلع 2021 بسبب كورونا) بالكاميرون.
وفي شهر مارس، ستكون أعين القارة الإفريقية متجهة إلى جنوب إفريقيا وهي تحتضن منافسة كأس أمم إفريقيا للشبان أقل من 20 عاما بمشاركة 12 منتخبا من ضمنهم المنتخب الوطني للشبان الذي يشارك فيها للمرة السادسة في تاريخها منذ أن صارت تنظم بالنظام المجمع بدءا من مطلع تسعينات القرن الماضي.
وسيحاول أبناء محمد وهبي، الإطار الوطني من خلال هذه المنافسة، الوصول إلى مشاركة الكرة المغربية الرابعة في نهائيات مونديال الشبان، الذي يقام أواخر 2025 بالشيلي، كما سيحاولون انتزاع اللقب القاري للمرة الثانية في تاريخ الكرة المغربية بعد لقب عام 1997 بالمغرب.
وفي الفترة نفسها، أي مارس أو بعد ذلك بقليل، سيحاول المنتخب الوطني للفتيان أقل من 17 عاما، انتزاع اللقب القاري، عندما يشارك للمرة الثانية على التوالي والرابعة في تاريخه في نهائيات كأس أمم إفريقيا للفتيان، علما بأنه لم يتم بعد تحديد مكان هذه المنافسة القارية في نسختها لعام 2025، بيد أن المغرب يعتبر مرشحا لاحتضانها.
وتعتبر هذه المنافسة القارية، مؤهلة لنهائيات مونديال الفتيان أقل من 17 عاما، والذي ينظم في سنة 2025 بقطر لأول مرة بمشاركة 48 منتخبا، حيث أن المنتخب الوطني للفتيان، الذي سبق له أن وصل إلى نهائي كأس أمم إفريقيا في نسخة 2023 بالجزائر، يملك كل الحظوظ للظهور للمرة الثالثة في تاريخ كرة القدم المغربية في نهائيات مونديال هذه الفئة، على اعتبار أن الفيفا قرر مشاركة 10 منتخبات قارية في هذه المنافسة، كما أن نهائيات كأس أمم إفريقيا المقبلة تشهد مشاركة 12 منتخبا قاريا فقط، مما يعني وصول المنتخبات العشرة الأولى قاريا إلى نهائيات المونديال، والذي سيصبح بتنظيم سنوي ب 48 منتخبا، حيث حددت قطر مكانا الخمس سنوات المقبلة.
وسيكون المغرب في حال مشاركته في محفل مونديال الفتيان العالمي، عام 2025 مطالبا بإعادة سيناريو 2022 عند الكبار، وسيناريو إندونيسيا عند الفتيان عام 2023، عندما وصل الأشبال حينها بقيادة سعيد شيبا، المدرب الوطني، إلى ربع النهائي من كأس العالم لأول مرة في تاريخ الكرة المغربية.
ومع نهاية الموسم الرياضي 2024- 2025، تحديدا شهر يونيو المقبل، سيكون نادي الوداد الرياضي مع التاريخ، وهو يشارك في نهائيات كأس العالم للأندية، التي تقام لأول مرة بنظام جديد وبمشاركة 32 ناديا عالميا بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث وضعت القرعة، وداد الأمة مع عمالقة العالم كمانشستر سيتي الإنجليزي ويوفنتوس الإيطالي بالإضافة إلى نادي العين الإماراتي.
مباشرة بعد ذلك، ستتجه أنظار الأفارقة إلى المغرب، وهو يحتضن نهائيات كأس أمم إفريقيا للسيدات للمرة الثانية على التوالي، وبمشاركة 12 منتخبا، حيث يطمح الجمهور المغربي لرؤية منتخبه النسوي يعتلي منصة التتويج هاته المرة بعد أن خانه الحظ في نهائي النسخة السابقة، عندما خسر أمام جنوب إفريقيا بهدفين لواحد على أرضية المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط.
وقبل ذلك سيكون المنتخب الوطني الأول للرجال على موعد مع مباراتي تصفيات كأس العالم 2026 بالولايات المتحدة الأمريكية، كندا والمكسيك، لشهر مارس المقبل، ضد كل من النيجر وتانزانيا بالمغرب تواليا، على أمل أن يدرك فيهما انتصارين يقربانه بشكل كبير من التأهل إلى المونديال للمرة الثالثة على التوالي، كإنجاز جديد تاريخي للكرة المغربية، للمرة السابعة في تاريخها.
هذه التصفيات تستمر إلى غاية نونبر 2025، وستؤهل 9 إلى عشرة منتخبات قارية إلى المحفل العالمي المنظم هو الآخر بنظام جديد يعتمد على مشاركة 48 منتخبا.
وقبل أن يأتي الدور على الموعد الذي ينتظره كل المغاربة على أرض بلدهم وهو حدث كأس أمم إفريقيا رجال، الذي سيقام في دجنبر 2025، والذي يترقب منه الجمهور المغربي فوزا تاريخيا للأسود بلقبهم الثاني على صعيد الكأس الأغلى قاريا بعد كأس نسخة 1976 بإثيوبيا، فإن المنتخب الوطني المغربي، والذي (تجهل فئته المشاركة إلى حدود اللحظة، بين تضارب الأخبار التي منها ما يتحدث عن المنتخب الأول ومنها ما يتحدث عن المنتخب المحلي لأقل من 25 سنة بقيادة طارق السكتيوي) سيشارك في نهائيات كأس العرب المقام تحت إشراف الفيفا بقطر، حيث أن الاتحاد العربي لكرة القدم، يسعى إلى أن تكون مشاركة كل المنتخبات العربية بمنتخبها الأول وهو ما لان يكون ممكنا مع المنتخب الوطني المغربي في غالب الظن، بحكم أن الفترة التي ستنظم فيها التظاهرة العربية، تتزامن مع فترة تنظيم كأس أمم إفريقيا بالمغرب.
وقبل هذين الموعدين الهامين، سيكون هناك موعد آخر لا يقل أهمية، وهو موعد نهائيات كأس العالم للفتيات، أقل من 17 سنة والذي سيشرع المغرب في تنظيمه سنويا للخمس سنوات المقبلة، وبمشاركة 24 منتخبا من ضمنهم بطبيعة الحال منتخب المغرب النسوي لأقل من 17 سنة، إذ ستكون نسخة 2025 بالمغرب، بمثابة المشاركة المغربية الثانية في هذا المحفل العالمي بعد نسخة 2022 بالهند.
ويتطلع المنتخب النسوي لأقل من 20 عاما من جهته، إلى الوصول إلى نهائيات كأس العالم لهذه الفئة في نسخة 2026، وذلك للمرة الثانية على التوالي وفي تاريخ الكرة المغربية، عندما يدخل غمار التصفيات المؤهلة إليها بدء من الدور التمهيدي الثاني، وطيلة عام 2025 آملا في التقدم إلى الأدوار التصفوية المتقدمة، وعددها ثلاث مباريات أو أدوار تأهيلية يخوضها هذا المنتخب في مساره إلى المونديال.
بالتوفيق للكرة المغربية.
التعليقات 0